أعلنت شرطة دبي عن تفاصيل جديدة ودقيقة لعملية اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح حيث أكدت أن كشف كل تلك الأدلة التي تدين جهاز «الموساد» الاسرائيلي كان نتيجة عملية بحث شاقة ومعقّدة انتهت بالتعرف على القتلة بعد 20 ساعة من الجريمة. فبعد أسابيع من الاعلان الرسمي عن اغتيال المبحوح لم تكن المفاجأة حاضرة في عدد أعضاء فريق الاغتيال ولا في جوازاتهم الأوروبية ولا في التفاصيل الأخرى وإنما كيف استطاع جهاز الشرطة أن يحلّل مئات الآلاف من الصور والمشاهد التي التقطتها كاميرات المراقبة الموزعة في أنحاء المدينة وكيف تجمّعت كل هذه الخيوط لتقدم أدلة بهذا الحجم. تفاصيل دقيقة وفي حديث هاتفي لصحيفة «الشرق الأوسط» كشف الفريق ضاحي خلفان قائد عام شرطة دبي تفاصيل كيفية تمكن شرطة الامارة من جمع هذه الأدلة بصورة دقيقة وقاطعة حسب قوله، موضحا أن «هناك أكثر من 10 آلاف كاميرا منتشرة في ضواحي دبي، بل لدينا أيضا سيارات مدنية تجوب الشوارع فيها كاميرات مراقبة». وقال خلفان «لم نكن نتابع أحدا ولم نكن ندري أن هناك من يريد أن يقوم بعملية الاغتيال هذه، لكن عندما حدثت تمكنا من الوصول إلى التفاصيل الدقيقة وجمعنا خيوط العملية بالكامل». وحسب الفريق خلفان فإن عملية الكشف عن المعلومات المتعلقة بالمتهمين ال27 «تضمنت تحليل مئات الساعات من الأشرطة المسجلة وكذلك متابعة نحو 300 سائق أجرة لمعرفة ماهي السيارات التي استخدمها المتهمون ناهيك عن مراجعة سجلات نحو 15 ألف أوروبي يزورون دبي يوميا من ضمن 48 مليون مسافر يزورون دبي سنويا». وأكد خلفان أن ما قام به المتهمون من تنكّر «كان أمرا متوقعا ولا جدال فيه» لكن المسؤول الاماراتي سخر من الطريقة التي تنكّر بها عملاء «الموساد» وقال «أعتقد أن «الموساد» يعيش خارج الزمن بل إنه يعمل بطريقة تعود إلى الوراء 20 عاما فطريقة التنكّر التي قام بها فريق الاغتيال غبية وساذجة، فهم لا يزالون يتنكرون بطريقة لبس الباروكة وهناك من المتهمين من تنكّر بارتداء ملابس تنس في حين أن جسمه لا يساعد على مزاولة الرياضة أصلا فكان واضحا أنه يقوم بعمل مريب خاصة أنه كان يجلس في الملعب طويلا دون أن يبدأ ممارسة اللعبة كما أنه لا يجيد مسك مضرب التنس أساسا. سخرية ومضى خلفان في القول ساخرا: «إذا أراد «الموساد» أن يتعلّم كيف التنكّر وتغيير الاشكال نستطيع أن نرسل مدربا من شرطة دبي ليعلمهم الطريقة الصحيحة في استخدام أساليب أفضل للتنكر». وواصل خلفان سخريته بالقول: «يتفاخر المقربون منهم (جهاز الموساد) بأن فرقة الاغتيال استطاعت أن تقفل الباب على المبحوح من الداخل، وهذه طريقة ليست بالمعقدة ويستطيع الكثيرون عملها». وأكد خلفان أن المبحوح عندما سافر إلى دبي في 19 جانفي الماضي «اشترى تذكرته قبلها بيوم واحد (يوم 18) فيما وصل فريق الاغتيال في اليوم ذاته وهو ما يؤكد أن هناك من سرّب سرّ سفر المبحوح إلى دبي إلى ذلك الفريق، وهذا السر بالتأكيد لا يعرفه سوى أقرب المحيطين بالمبحوح».