ربّي انعمت فزد تكاثرت وتوالدت المنشآت المختصة في رسكلة المواد البلاستيكية المستعملة. وجاء هذا التكاثر والتوالد ثمرة من ثمار المساعي التونسية الجادة في ارساء مقوّمات جودة الحياة.. ومنها الوقاية من كل ما عساه ان يمسّ من سلامة البيئة. أو أن يلوّث ويدنّس المحيط. ولولا تلك المساعي لما تخلّصت الحقول المحيطة بالعمران خصوصا مما كانت تلبسه صباحا وظهيرة ومساء من «ساشهات» البلاستيك المستعملة على مختلف أنواعها وألوانها وأحجامها. وأخطارها. ذاك اللباس اللعين الذي تأباه العين ويندى له الجبين ويضيق به صدر الارض ذرعا. ربّي أنعمت فزد. تأكدنا أخيرا من ان اصحاب تلك المؤسسات المرسكلة للبلاستيك الملوث باتوا يشتكون من فقر الساحة الوطنية من تلك المواد الملوثة نظرا لقلتها وترشيحها للانقراض. معنى ذلك أننا كسبنا فقرا مدقعا نافعا ومحمودا لتلك المواد الملوثة فهنيئا لأرضنا ومحيطنا وبيئتنا بهذا الفقر المبارك المحمود حتى وإن اشتكى المرسكلون. ربّي انعمت فزد: نجحنا في رسكلة البلاستيك بكل أنواعه الطرية واللينة والصلبة والهشة فهل ننجح في «رسكلة الإطارات» أي العجلات المطاطية المستعملة والمستخرجة من مادة «الكاوتشو» تلك الاطارات التي كلما تموضع منها إطار في اي قناة الا وسدها وغيّر مجراها. وأجبرها على المخاض بعملية قيصرية فكان المولود مستنقعا ومياها راكدة.. وحشرات سامة. وروائح كريهة وأتربة وأوحال في كل حال. ربّي انعمت فزد في طاقتنا لرسكلة العجلات المستعملة خاصة انه مازال فينا من لا يحلو له «دزّان العجلة» الا في المجرى «ولّي يجرى يجرى»!