مسكينة هي الزعامة، مسكينة هي الشهامة ومسكينة هي الكرامة، مسكينة هي الرجولة، مسكينة هي الفحولة، ومسكينة هي البطولة. ماذا أقول وقد أصبح بيننا من كان بالأمس نعامة أصبح اليوم يركب صهوة الزعامة، ومن كان حلزونا متقوقعا لا يحلوله الا الزحف على البصاق وبات يرتدي جبة الشهامة، ومن كان بالأمس لا متعة له الا الاستحمام في وحل المستنقعات قد بات يتغنى بالكرامة، ومن كان قد قدم نفسه طوعا للخصي أمسى يدعي الفحولة، ومن كان قد قدم نفسه طوعا للهزيمة بات يدعي البطولة!!؟ ماذا أقول وكل من كان يحمل جراثيم الأوبئة ولا عيش له الا في قنوات المياه المستعملة قد نصب نفسه اليوم محطة تطهير للوجوه المستعملة!!؟ ماذا أقول وقد بات كل ما هو مرئي ومكتوب ومسموع حجورا لهذه اليرابيع ومستنقعات لهذه الخنازير واستطبلات لتربية الحلزون!!؟ أين كانت هذه الحشود من «الزعماء»؟ ومن أية مصانع خرجت هذه الوجوه البلاستيكية؟ لا أطلب من هؤلاء «الزعماء» ولو ذرة حياء اكراما للشهداء وهل يستحي من كان وجهه «كاوتشو»!!؟ من الطبيعي جدا جدا جدا أن شموع الحرية التي باتت تمزق الظلمة الحالكة التي كانت تسود الوطن أن تكون مجلبة للبعوض وشتى أنواع الحشرات المجنحة خصوصا ككل الشموع. وعزائي وعزاء كل التونسيين في كل هذا أننا سنرى لا محالة حول هذه الشموع كل الحشرات المجنحة محروقة وتلك حكمة الخالق في خالقه.