لم أستغرب عندما أعلمني الصديق رياض خليف أن محمود الحرشاني رفع قضيّة عدلية ضدّه بسبب جملة وردت في مقال نقدي نشرناه في الشروق سنة 2008 نعم سنة 2008! لم يكلّف محمود الحرشاني نفسه محاولة التذكر فقط أو عدّ المقالات التمجيدية التي نشرناها حول كتبه وهي مقالات تأتي عادة بأسماء مستعارة ومجهولة ومع ذلك كنا ننشرها لايماننا بحق اي كاتب تونسي بمساحة لتقديم جديده الابداعي. كما كنا ننشر باستمرار كل ما يصلنا منه حتى مقالاته حول الاذاعة والتلفزة ونحن نعتقد ان هذا واجب. ولكن أن يلتجئ كاتب الى القضاء بسبب جملة نقدية متّهما صاحبها بتعطيل رواج كتابه فهذه سابقة لم تعرفها الثقافة التونسية في أسوإ عهودها. فما هي الامكانيات التي يملكها كاتب شاب مكافح في قرية صغيرة حتى يعطّل ترويج كتاب لم يغب في يوم من الايام عن دائرة النفوذ الثقافي في جهة سيدي بوزيد خاصة. إن ما حدث فعلا فضيحة ثقافية بامتياز وكم كنا نودّ أن يتدخّل المهتمّون بالثقافة في سيدي بوزيد لاقناع محمود الحرشاني بأن ما قام به لا يليق به أولا ولا يليق باتحاد الكتاب الذي ترأس فرعه لسنوات ولا يليق بالصداقة التي جمعته برياض خليف الذي نذر نفسه للكتابة. والى أن يعي محمود الحرشاني أن ما بادر الى فعله لا يليق به سنظلّ ندافع عن رياض خليف وعن جملته التي ستدخل التاريخ بلا شك.