تتوجه انتخابات شباب المحامين، اليوم الى ما سيفرزه الصندوق الانتخابي في ظل تنافس يلوح شرسا، بين ثلاث قائمات شبه مغلقة ومع العدد غير المسبوق للانخراطات، فإن هناك غموضا مثيرا حول النتائج وقد يبقى الأمر على ذلك الحال، الى حد اللحظات الأخيرة لعملية الفرز والتي قد تتواصل الى يوم غد الأحد. وللتذكير، فإن الجمعية التونسية للمحامين الشبان ووفق القانون الأساسي، عقدت ظهر أمس جلستها العامة العادية، وسط حضور متوسط مقارنة بالتوقعات ودافع رئيس الجمعية الاستاذ منير بن صميدة، عما قامت به الهيئة المديرة المتخلية من مجهودات في سبيل تأطير المنخرطين علميا وصناعيا، وتضامنت مع أهالينا في غزة وسعت الى تقديم أفضل الخدمات لشباب المحامين، وبصفة خاصة المتمرنين منهم، استعرض ما رآه جملة من المكاسب التي حققتها الهيئة المتخلية. قاعة شباب المحامين .... بلا شباب!! لعل أبرز ما يلفت الانتباه خلال جلسة الأمس، هو ذلك الحضور الأقل من المتوسط لشبان المحامين داخل قاعة الجلسة العامة، وكان من غير العسير أن يتأكد المرء من أن قاعة جلسة شبان المحامين تكاد تكون بلا شباب، واقتصر عدد هام من الحضور عن «الرموز» المعروفة لبعض التيارات السياسية والايديولوجية في قطاع المحاماة والمنوط بعهدتها عادة «تحريك» «العملية» الانتخابية و«توجيهها» وذلك انطلاقا من «خبرة تحسسها» لحضور التيارات الأخرى، والقائمات المنافسة انتخابيا. كما لاحظنا تراجعا للانتقادات التي توصف أحيانا بالحادة، لأداء الهيئة المديرة المتخلية وهو ما يحيلنا مباشرة على أن «المعركة» الانتخابية ركزت هذه المرة على ما هو خارج اطار الجلسة العامة العادية، من عملية «تعبئة» كبيرة جدا، تقوم بها مختلف التيارات المتنافسة وهذا أمر مؤكد، في ظل العدد التاريخي وغير المسبوق في عدد الانخراطات الذي تجاوز الثلاثة آلاف هذا العام!! وبمثل هذا العدد من الانخراطات قد تصبح عملية «إضعاف» الهيئة المتخلية بالاتهامات والانتقادات غير ذات جدوى!! غموض مثير!! ويرى متابعون لأجواء شبان المحامين ومؤتمرهم، أن انتخابات هذا اليوم ستكون مثيرة وغامضة للغاية لأسباب عدة أهمها كبر حجم الانخراطات ثانيها توجه العملية الانتخابية نحو ما يشبه التصويت السياسي البحت فحظوظ كل قائمة مرتبطة بالأساس بحجم تواجدها سياسيا وكذلك ما قدمته من «انخراطات لمناصريها والمتعاطفين معها. أمّا السبب الثالث لهذا الغموض فهو أن الأمر يكاد يقتصر هذه المرة على ثلاث قائمات شبه مغلقة نستعرض أهم أسمائها. فالتجمعيون الذين اختاروا شعارا لقائمتهم «المحاماة أولا» تتوفر قائمتهم على الأسماء التالية: منير بن صميدة كريم جوايحية رفيق بكار محمد أمين بن يوسف الصادق باكور (صفاقس) زياد الهدار(سوسة) هدى بن حمودة وهالة الزمرلي الشريف والاستاذ سامي المحسني. أما القائمة الثانية والتي نزلت تحت شعار «القائمة» المهنية المستقلة... فضمت أسماء من اليمين وأقصى اليسار ومن هم محسوبون على رئيس أسبق للجمعية. وتضم القائمة أسماء: ضياء الدين مورو أنور أولاد علي محسن السحباني عبد الناصر عويني لطيفة الحباشي الحبيبي شوقي عبد الناظر (صفاقس) فوزي جاء بالله حسني الباجي والحبيب شلبي (سوسة). وروجت هذه القائمة يوم أمس بيانها الانتخابي حيث أكدت على السعي نحو الارتقاء بالوضع المادي والمعنوي للمحامي الشاب واعادة الاعتبار الى دور الجمعية، معتبرة أن حجم العراقيل التي تعترض المحامي الشاب تحتم على الجمعية تبني خطة نضال لمزيد التحسيس بتردي ظروف عمل المحامي الشاب والتصدي لظواهرالسمسرة والاحتكار والمنافسة غير المشروعة. أما القائمة الثالثة وهي الوفاقية المهنية المستقلة فتضم تحالفا بين القوميين واليسار ومستقلين. وتتوفر على أسماء الأساتذة: جمال مارس شوقي الحلفاوي عادل المسعودي كريم قطيب آسيا الحاج سالم نزار الجابري سالم المومني وليد سلامة (سوسة) خالد عواينية (صفاقس). ويرى محللون أن العملية الانتخابية ستكون شرسة للغاية، ومشوقة الى أبعد الحدود وقد تمتد الى غد الأحد نظرا الى ارتفاع عدد المقبلين على التصويت، وقد يتواصل الغموض الى اللحظات الأخيرة، لنتائج فرز صندوق الانتخابات!!