ندّدت تركيا بشدة بمشروع قرار تبنّاه البرلمان السويدي باعتبار مقتل العديد من الأرمن على أيدي قوات الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى «إبادة جماعية» واصفة القرار بأنه مقدمة لحسابات سياسية، في اشارة الى احتمال إسهام هذا القرار في تعقيد جهود تركيا للانضمام الى الاتحاد الأوروبي. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بيانا صادرا عن مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أعرب فيه عن شجبه للقرار الصادر من البرلمان السويدي الذي «لا يتفق مع الصداقة الوثيقة بين الشعبين التركي والسويدي». وأضاف البيان «لقد قررنا استدعاء سفيرنا في السويد للتشاور وقررنا أيضا الغاء القمة التركية السويدية التي كان من المقرر أن تنعقد في 17 مارس الجاري». بدوره وصف الرئيس التركي عبد الله غول القرارات التي تتهم تركيا بابادة الأرمن بأنها خاطئة ولا تحترم تركيا داعيا الى عدم اعطاء المسألة أهمية كبرى قائلا ان الدوافع من ورائها «دنيئة». وأضاف غول أن «الأشخاص الذين صوتوا ليسوا علماء تاريخ، انهم أشخاص يتصرفون بدوافع دنيئة وقلة احترامهم للتاريخ تجعلني حزينا». وكانت لجنة في الكونغرس الأمريكي اعتبرت في الرابع من مارس الجاري المجازر التي ارتكبت بحق الأرمن في آخر أيام السلطنة العثمانية بأنها «ابادة جماعية» في قرار غير ملزم ما دفع أنقرة الى استدعاء سفيرها في واشنطن نامق تان. ويذكر أن هناك خلافا منذ زمن بعيد بين تركيا وأرمينيا حول مقتل الأرمن ولم ترتبط بينهما علاقات دبلوماسية أو اقتصادية منذ اعلان أرمينيا استقلالها عام 1991. ووقعت تركيا وأرمينيا بروتوكولين في أكتوبر الماضي لتطبيع العلاقات بينهما بيد أنه لم يتم بعد التصديق عليهما في برلماني الدولتين. وكان غول حذّر أمس الأول من عواقب الاعتراف الدولي بمزاعم الأرمن بتعرّض أسلافهم للإبادة على أيدي الأتراك العثمانيين، مشيرا الى أن ذلك قد يضرّ بجهود تكريس السلام والاستقرار في المنطقة. وأعرب غول عن أمله في أن يأتي الوقت الذي يدرك فيه الجميع عدم صحة القرارات السياسية التي ذهبت الى الاعتراف بهذه الرواية المزعومة التي وقعت أحداثها إبّان الحرب العالمية الأولى.