إسلام آباد واشنطن (وكالات): نفت وزارة الخارجية الباكستانية أمس ما ذكرته تقارير صحفية عن مزاعم بأن العالم النووي الباكستاني الملقّب بأبي القنبلة النووية عبد القدير خان تحدث عن مسعى ايراني لشراء قنبلة نووية من باكستان في ثمانينات القرن الماضي. ونقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قوله إن هذه المزاعم هي جزء من قصة خيالية تطفو من الحين الى آخر لأهداف واضحة، حسب تعبيره. وأضاف المتحدث أن ما نُشر هو إخراج جديد للقصة الخيالية ولا شيء أكثر من ذلك، وقال إن الدكتور خان كان فصلا مغلقا، وأن اعتمادات حظر الانتشار النووي في باكستان لم تسرّب لأحد وآلية السيطرة على مصادرها كانت سهلة جدا. وكانت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية نشرت أمس الاول تقريرا قالت فيه إن خان كتب رواية رسمية يشن فيها تفاصيل محاولة ايرانية لشراء قنابل ذرية من باكستان في نهاية ثمانينات القرن الماضي. وقال خان في التقرير إن باكستان أعطت إيران رسوما وقطعا من أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم إضافة الى لائحة دولية سرية للمورّدين. واعتبرت الصحيفة أن قصة خان تثير تساؤلات حول المزاعم الايرانية الدائمة بأن طهران لم تسع من قبل الى الحصول على أسلحة نووية كما تتعارض مع تأكيد الحكومة الباكستانية أن خان كان ينشر المعلومات النووية دون موافقة الحكومة. ويقول خان في روايته المؤلفة من 11 صفحة والتي دوّنها عام 2004 خلال إقامته الجبرية بمنزله إنه لم يكن يؤمن جديا في أي وقت من الاوقات بقدرة الايرانيين على امتلاك تلك التكنولوجيا ولكن المسؤولين في الاستخبارات الغربية قالوا إن مساعدة العالم الباكستاني كانت ذات مغزى وأنها تعود الى صفقة عقدت عام 1987. ولم تتحدث باكستان كثيرا عن الصفقة لكن ايران قالت للمفتشين الدوليين إن شبكة باكستانية عرضت عام 1987 مواصفات تتعلق بأجهزة الطرد المركزي والمعدات الاخرى، إضافة الى وثيقة تفصّل كيف يمكن إعادة تشكيل اليورانيوم المخصّب لاستخدامه في تصنيع قنبلة. لكن خان قال إن الصفقة التي قدمتها إيران كانت تقدّر ب10 مليارات دولار. وأكدت الصحيفة الامريكية أن أجهزة الطرد المركزي المستخدمة من قبل طهران، والتي هي بمثابة مقدمة لانتاج ترسانة نووية ايرانية صُنعت أساسا طبقا للنماذج والخطط الباكستانية. ولم تتصل الصحيفة مباشرة بخان وإنما تأكدت بشكل مستقل أنه هو كاتب الوثيقة التي جاء فيها أن القائد المؤسس للحرس الثوري الايراني وزير الدفاع الاسبق علي شمخاني وصل عام 1987 الى باكستان وطلب شراء أدوات نووية.