القدس المحتلةغزةعواصم (وكالات) حذّر مسؤولون فلسطينيون وقيادات في المقاومة من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة بأسرها بسبب ما تشهده مدينة القدسالمحتلة من اعتداءات، وأكدت فصائل فلسطينية أنّ المعركة مع الاحتلال دخلت مرحلة الحسم وأنّ المقاومة تدرس سبل الردّ نصرة ل«الأقصى». وقال مسؤول ملف القدس في حركة «فتح» حاتم عبد القادر إنّ الممارسات الاسرائيلية في القدس وتدشين جماعات يهودية ما سمي «كنيس الخراب» قرب المسجد الأقصى يمثل ذروة الاعتداءات ويهدّد بتخريب الأوضاع وتفجيرها. مشروع خطير واعتبر عبد القادر «أن تدشين هذا الهيكل يشكل خطوة متقدمة تهدف إلى تكريس أو وضع حجر أساس لبناء ما يسمّى الهيكل الثالث اليهودي مكان المسجد الأقصى». وأكد عبد القادر أنّ هناك مشروعا تهويديا متدّرجا تنفذه اسرائيل من أجل فرض وقائع جديدة لتغيير الوضع القائم داخل المسجد الأقصى المبارك والقدس، موضحا أنّ هذا المشروع يهدف إلى السيطرة على الارث الثقافي والحضاري في مدينة القدس من أجل تحويلها إلى عاصمة لليهود في جميع أنحاء العالم». من جانبه قال المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري إنّ المعركة مع الاحتلال الصهيوني دخلت مرحلة الحسم في الأماكن المقدّسة. وحذر أبو زهري، من مغبّة استمرار الجانب الصهيوني في تنفيذ مخططه لضرب المسجد الأقصى. وقال إنّ «ما يجري في القدس ومحاولة استهداف الاحتلال «الاسرائيلي» للمسجد الأقصى حسم تاريخي، لأن الاحتلال بهذه الجريمة يتجاوز كل الخطوط الحمراء، ويجعل الجميع أمام لحظة الحقيقة (من مع القدس ومن ليس كذلك؟)». وأضاف أن «ما يجري في القدس الآن هو تطوّرات غير مسبوقة ستنبني عليها تداعيات خطيرة بغض النظر عن شكلها، ولذلك يجب أن يقف الجميع قبل فوات الأوان، ونحن نحذر الاحتلال من اللعب بالنار في حال استمراره في هذه السياسة ضد المقدسات». وعلى صعيد آخر، طالب أبو زهري قادة «فتح» بالعمل على وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وفسح المجال للمقاومة لكي تقوم بدورها. وحذرت كتائب القسام،الجناح العسكري لحركة «حماس» من أن ما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك سيدفع الوضع الى الانفجار مجدّدا في وجه الاحتلال. وأكدت الكتائب أن ما يحدث يثبت أنّ القدس ستبقى هي المحرّك والشعلة التي توقد الثورات والانتفاضات حتى تحريرها وتحرير كل أرض فلسطين المغتصبة. وقال المتحدث باسم الكتائب «أبو عبيدة» نحن ندرس سبل الردّ على ذلك بما يحقق النصرة ل«الأقصى» ويؤلم الاحتلال». مدينة أشباح من جانبه حذر الشيخ تيسير التميمي، قاضي قضاة فلسطين من أنّ الاحتلال يسارع لإحكام قبضته على القدس. وقال: «بعد افتتاح كنيس الخراب حسب نبوءة لحاخام خرف في القرن الثامن عشر تمهيدا لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، نقول إنهم حتى لو هدموا المسجد الأقصى فسيظل المسجد محتفظا بمكانته». وأضاف الشيخ التميمي: «اليوم القدس مدينة أشباح لا يستطيع أي فلسطيني أن يقترب من المسجد الأقصى حتى المقدسيين بعدما استعد الصهاينة تماما لوضع حجر الأساس لبناء الهيكل». وأكد التميمي أن المواقف العربيةمازالت ردود فعل لا ترقى لمستوى التهديد لأننا نتحرك بعشوائية وعفوية بدون تنسيق ولا تدبير. أما الصهاينة فيتحركون بشكل منهجي ويستغلون الانقسام الفلسطيني والتخاذل العربي والاسلامي والتواطؤ الدولي وكل هذا يريدون من خلاله تهويد القدس بالكامل، لأنهم يعرفون أن القدس هي جوهر الصراع، وهم يريدون بتهويد القدس والقضاء على «الأقصى» أنهم يمتلكون كل شيء والعالم بأسره بامتلاك القدس». ورأت منظمة التحرير الفلسطينية أنّ افتتاح كنيس الخراب يعدّ ذروة الاستفزازات الاسرائيلية ودعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنيّة إلى اصطفاف عربي وإسلامي لنصرة «الأقصى». أما واشنطن، وفي سياق دعمها اللاّمحدود لاسرائيل فأعربت عن تأييدها الكامل لافتتاح «كنيس الخراب»، في الوقت الذي استنكرت فيه بشدّة غضب الفلسطينيين من افتتاح هذا «المعبد اليهودي» حسب تعبيرها، ودعتهم إلى وقف ما سمّته التحريض على اسرائيل.