حصلت صحيفة فلسطينية على معلومات وخرائط وتقارير تؤكد أن ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدس هو رسم خط أخضر جديد داخل هذه المدينة بشكل يتلاءم مع مصلحة سلطات الاحتلال وتحقيق هدفها الاساسي وهو منع تقسيم المدينة في اطار أي اتفاق قادم مع الفلسطينيين، وأن تتحول أية دعوات الى فصل المدينة الى مطالب غير واقعية في ظل التشابك السكاني بين الاحياء اليهودية والمناطق العربية من خلال التواجد اليهودي المكثف في أحياء القدسالشرقية وهو ما يجهض حلم بناء دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. وتقول دوائر مطلعة إن «الخط الأخضر» الجديد الذي يجري رسمه سيفرض حالة من الأمر الواقع تدفع أي طرف يرغب في فرض حلول لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الى القبول بالفكرة الاسرائيلية بالانسحاب الرمزي أو التقسيم الرمزي من خلال منح احياء كانت قبل اقامة جدار الفصل تعتبر ضمن حدود مدينة القدس الى الفلسطينيين على أن تبقى المناطق الاخرى داخل اطار جدار الفصل مناطق تحت سيادة اسرائيل مع حرية الوصول الى «الحوض المقدس» لاداء الشعائر الدينية لمختلف الديانات. وأكدت هذه الدوائر لصحيفة «المنار» المقدسية أن الهدف الاسرائيلي من وراء تكثيف الاستيطان في مدينة القدس هو استباق اية تطورات قد تحدث في المنطقة في المرحلة المقبلة، ومحاولة البعض دفع اسرائيل و «اجبارها على دفع ثمن هذه التطورات من خلال تحقيق تقدم كبير في عملية السلام» حسب هذه المصادر. وأضافت الدوائر أن الادارة الامريكية تدرك تماما ما تقوم به اسرائيل وتخطط له، وهي معنية باسنادها ودعمها، ومن هنا، جاء طرح جورج ميتشل المبعوث الامريكي لموضوع ترسيم الحدود للدولة الفلسطينية المؤقتة، فهذا الترسيم يتلاءم مع رغبة اسرائيل في مسح الخط الأخضر، والحديث عن الخط الاخضر القديم أصبح مثيرا للسخرية في ظل الواقع القائم على الارض. واشارت الدوائر الى أن واشنطن تقوم حاليا رغم ادعاء حالة من الغضب ازاء ممارسات الحكومة الاسرائيلية بمحاولات لاقناع العرب والفلسطينيين بالموافقة على ترسيم الحدود على أساس الرغبة الاسرائيلية المدعومة أمريكيا تحت ادعاء منع الانزلاق نحو العنف والاشتعال. وأكدت الدوائر أن ما تقوم به اسرائيل حاليا، هو تنفيذ لخطة اسرائيلية مدروسة تهدف الى رسم خط أخضر جديد يلائم مصالح ورغبات تل ابيب لا تقسيم منطقة القدس فقط حسب المفهوم الاسرائيلي، ولكن، أيضا الضفة الغربية على اساس الكتل الاستيطانية الضخمة على الاراضي الفلسطينية وكذلك المستوطنات ذات الطابع الامني الاستراتيجي التي ستضم الى اسرائيل وايضا خلق واقع في القدس بحيث لا يمكن بأي شكل من الاشكال في المستقبل تقسيم المدينة، وفرض الرؤية الاسرائيلية التي تحمل عنوان «قدس موحدة تحت سيادة اسرائيل ومفتوحة أمام جميع الديانات» وأن لا سيطرة في المدينة بما فيها منطقة الحوض المقدس إلا لاسرائيل. وترى الدوائر أن هذا الموقف الاسرائيلي يشكل تراجعا عما طرحته تل أبيب في كامب ديفيد، وما أعلنه إيهود باراك وزير الدفاع الاسرائيلي، حيث الموقف الحالي هو الاكثر تشددا.