قال السيد نبيل عجرود مدير وحدة التشريع بوزارة الصحة ل «الشروق» إن الاعداد لمشروع قانون بيع السجائر والاشهار لها لم يلاق الى حد الآن أية صعوبات... على عكس تلك التي شهدها الاعداد لاصدار الامر عدد 2611 في 14 سبتمبر 2009 والمتعلق بالتحجير الجزئي للتدخين في المقاهي والمطاعم. كما أوضح أن النقاش مع أهل المهنة أثناء اعداد هذا الامر كان حادا جدا... لكن الوضع اختلف مع اعداد المشروع الحالي. ولا ينفي محدث «الشروق» امكانية ظهور بعض الصعوبات في بعض الجوانب المتعلقة مثلا بالمساحة المخصصة للتحذير الصحي على علبة السجائر ومساحة الصورة المخصصة للتحذير على واجهة العلبة. وبيّن مصدرنا ان مشروع القانون الجديد المنتظر صدوره في الثلاثية قبل الأخيرة من العام الجاري سيتضمّن «ملاءمة» بين ما جاء في التشريع التونسي (القانون عدد 9817 الصادر في 23 فيفري 1998) وما جاء في الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية بعد ان تمت المصادقة عليها بداية هذا العام. كما سيشمل القانون تنقيح بعض الفقرات واضافة فقرات جديدة تتعلق خاصة بتحجير البيع المجزأ للسجائر وكذلك تحجير بيعها للقصر (18 عاما) وتحجير بعض أوجه الاشهار. وصرّح المتحدث ل «الشروق» أنه يجري النقاش حاليا حول المساحة التي وجب تخصيصها للتحذير الصحي بوضع صورة على علبة السجائر... موضحا أن الاتفاقية الاطارية لمنظمة الصحة العالمية حددت تلك المساحة ب 30٪ لكن المقترح التونسي قد يصل الى 50٪. كما ذكر أن نصائح التحذير الصحي ما تزال تحت الدراسة. وأشار السيد نبيل عجرود مدير وحدة التشريع بوزارة الصحة الى أن اعداد مشروع القانون سيعطي الاولوية لتطبيق الامر في 19 مارس الجاري ثم تقييمه وبالتالي اعتماد المرحلية في التمشّي. من جهته قال الدكتور هيثم مڤنّم منسق الحملة الوطنية لمكافحة التدخين لسنة 2009 ان النص الجديد قد يتضمّن ادراج مسافة سيتم تحديدها، بين المؤسسات التربوية ونقاط بيع السجائر قصد اخلاء محيط تلك المؤسسات من السجائر. وأوضح بدوره ان مشروع القانون ما يزال تحت الدراسة وسيتضمن خطايا مالية وعقوبات لكل من ثبت مخالفته لتحجير بيع السجائر للقصر وبيعها المجزأ وغيرها. وتشير الاحصاءات الرسمية في تونس الى تورّط نسبة هامة من التونسيين في التدخين بلغ عددهم حوالي مليون ونصف مدخن... نصفهم كهول (أغلبهم رجال) وحوالي 13٪ منهم مراهقون تختلف نسبهم حسب الفئة العمرية... إذ تبرز الارقام ان ما يقارب 6٪ من المدخنين المراهقين هم من روّاد المدارس والاعداديات (ما بين 12 و14 عاما) وحوالي 20٪ من هؤلاء تتراوح اعمارهم ما بين 18 و20 عاما. وتؤكّد الدراسات المختصة التي تم اعدادها حول التدخين الى أن المعدّل العمري للمدخّن لأول مرة يبلغ 13 عاما. وعن الانعكاسات السلبية للتدخين على صحة المراهق والطفل أوضحت الدكتورة وداد بن أيوب الاخصائية في الاقلاع عن التدخين أن مضار التدخين تظهر على المدى البعيد وبالتالي لا تظهر الانعكاسات السلبية فورا لدى المراهق المدخّن أما بالنسبة للطفل يبقى عرضة لخطر التدخين السلبي. ويؤدّي التدخين السلبي الى نقص نمو الجنين بالنسبة للحامل المدخنة وكذلك ضعف وظيفة الرئة لديه. ويبقى التقليد أبرز الاسباب التي تجرّ المراهق للتدخين بالاضافة الى الجانب النفسي الذي يجعل من التدخين احدى علامات الرجولة والبلوغ والاستقلالية.