سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (219): في ندوة تلفزية... أراد البعض توريط بن صالح... لكن شيئا من هذا لم يحدث
حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي رحّب وزير الاقتصاد والمالية والتربية والتعليم بمقترح «وقفة التأمل» وقد كان المجتمعون للغرض من المسؤولين وغيرهم من الذين بدأوا يقدّون الأزمة قدّا، ضد بن صالح، كان جميعهم يظن ان «بن صالح» سوف يعارض مقترح وقفة التأمل بخصوص قانون الاصلاح الفلاحي. لكن صاحب المذكرات الذي كان ضد مقترح قرار بورقيبة بخصوص التعميم والتسريع به في مجال الفلاحة، وجد نفسه وهو يأخذ الموقف ويوافق على القرار باتخاذ «الدولة» وقفة تأمل، متجانسا مع فكرته التي ترى في التدرّج والدرس والتخطيط سُبلا لإنجاح منهج «التعاضد» او الاصلاح الفلاحي.. عندما رجع «سي أحمد بن صالح» من جلسة النظر في وقفة التأمل كان بانتظاره وكانا يترقبان عودتي الى الوزارة دون موعد... وقد سمعت، كما ذكرت لك في الحلقة الماضية، احتجاجهما على وقفة التأمل». هنا قلت ل «سي أحمد»: وهل أقرّ زمن معيّن لوقفة التأمل؟ قال: «بدون زمن محدد...» ثم أضفت: هل كنت على علم بما يمكن ان يقع... اي هل شعرت ان هناك سرّا... او تلبّدا بالاجواء؟ عن هذا السؤال قال صاحب المذكرات: نعم... والتساؤل بدأ من صفاقس... ثم إن وقفة التأمل مرتبطة بصفاقس وقصر هلال... ومرتبطة بالأكذوبة التي ساقها البعض، من أن أحمد بن صالح هو صالح بن يوسف ثان... ولما كنت موافقا على «وقفة التأمل» فقد أسقط بيد الجميع... لم يكونوا يتوقعون أن يكون موقفي هو ذاك... وفي هذا الجوّ «المبلبل» وقع حدث آخر... فقد وقعت ندوة تلفزية جمعت عددا من «الصحفيين» وصحفيين (طلب مني سي أحمد ان أضع جزءا من الصحفيين بين ظفرين) وحضر الندوة الكاتب العام للحزب الباهي الأدغم وكان يرأسها، ومعه أحمد بن صالح نائب كاتب عام وكذلك الحبيب بورقيبة الابن نائب الكاتب العام ايضا، ومحمد الصياح مدير الحزب... تواترت الأسئلة من الصحفيين وكانت الأجوبة على ما سألوا... وكثيرا خلال هذه الندوة ما أحال الى الباهي الأدغم الكلام في مواضيع قد يعتبرها من مشمولاتي ومن مسؤولياتي أن أجيب عنها... وكانت بعض الأسئلة «حاملة» لمناورات، فيها المناورات واضحة... وفيها أدلّة على أن الأجواء كان لابدّ «وأن يختلط فيها الحابل بالنابل وكان يجب ان تضطرب» لكي تكون التعلّة بائنة... لكن، لم يقع اي اضطراب او أي اختلاج من المسؤولين على المنصّة... انتهت الندوة بسلام.. وأُدخلنا الى قاعة محاذية للأستوديو لنشرب قهوة ونستريح، ولم نلبث قليلا، حتى دخل أحد المسؤولين في التلفزة ليقول للباهي الأدغم، ان «سيادة الرئيس يطلبك على الهاتف» وغاب عنا الباهي الأدغم لحظات طويلة، ورجع وكان وجهه على غير ما كان عليه قبل مغادرتنا لمكالمة الرئيس.. وكان الباهي الأدغم وهو راجع من المكالمة يصيح: ما الذي حدث وبالدارجة «آشنوّة إلّي صار... وآش فمّ ياخي هو»؟ وكان في حالة من الغضب وهو يتساءل: «ما الذي حدث... وماذا حدث؟». ومن خلال هذه الكلمات وهو يصيح لم نفهم الا بالتقدير... ربما يكون استمع الى غضب من رئيس الدولة حول الندوة ويبدو فعلا ان بورقيبة قال له كلاما قويا (...) لا أستطيع ان أعيده... وقد علمت به من بعد..». هنا، قلت ل «سي أحمد» إن فحوى الحديث مع بورقيبة علمته من شخصية تونسية أخرى ضمن هذا الركن، وقد يكون بورقيبة قال للباهي الأدغم: «إن بن صالح غلبك» اي تغلّب عليك... وقد كان، على الأرجح ينتظر توريط بن صالح أمام الشعب من خلال ندوة تلفزية تبثّ مباشرة... لكن شيئا من هذا لم يحدث... لكن «سي أحمد بن صالح»، نأى بنفسه عن هذا التعليق وعن المعلومة التي أوردتها، وقال: «أنا أروي ما أرى وأسمع.. فأنا لا استطيع إعادة ما سمعت عن طرف ثالث، لأنني لم أستمع إليه لا من بورقيبة ولا من الباهي الأدغم».. فإلى الحلقة القادمة إن شاء الله وقد بدأ العدّ التنازلي..