لا شكّ أنّ السيّد المالكي مؤمنٌ بأنّ خُصومَهُ، وعلى رأسهم العلاّوي، ليسوا أفضل منه...يقول أحدُهم: لن يَسْمَعَكُمْ أَحدٌ فلا تتكلَّمُوا...فيقول الثاني: تكلَّمُوا فلن يَسْمَعَكُمْ أَحَدٌ!! تلك حُدود الديمقراطيّة التي تُولَدُ على الطريقة القيصريّة!! من ثَمّ، لا شكّ أنّهُ مندهشٌ هذه الأيّام من ردود الفعل التي أثارتها دعوتُهُ إلى إعادة فرز الأصوات تجنّبًا للعنف...أليسَ من الطبيعيّ في لعبةٍ ديمقراطيّةٍ أَنْجَبَها «الاحتلال الديمقراطيّ»، أن يُعْتَبَرَ العُنْفُ «المُدافِعُ» عنها «عنفًا ديمقراطيًّا»؟! ثُمَّ ماذا يريدون منه؟ أن يشارك في الانتخابات من أجل المُشاركة؟ أن يترك لهم كعكةَ السلطة، ثمّ يعود إلى بيته فرحًا مسرورًا، يصطاد الذُباب أو يجمعُ الطوابع البريديّة؟؟ لا يا سادة...السيّد المالكي رجلٌ وفيٌّ لمدرسةٍ سياسيّةٍ عريقة شعارُها الدخول في الربح والخروج من الخسارة...مدرسة ثقافة الانتصار على المنافسين، وعلى النتائج، وعلى الشعب نفسه إذا لزِمَ الأمر!! ومن العيب أن يطلبوا منه الاستسلام إلى «تكنولوجيا الفَرْز» حين تكون نتيجتها الخسارة...فهو يُفضّل «فَرْزَ التكنولوجيا» التي تضمن الربح!! الغريب في المسألة، أنّ بعضَ قادَةِ العراق الجديد، لا يجدون مبرِّرًا لوجودهم غير «فزَّاعة صَدَّام»... ثمّ سُرعانَ ما نكتشف أنّهم «صَدَّامِِِيُّون» أكثَر من صورتهم الكاريكاتوريّة عن صدَّام نفسه!!