واشنطن - رام الله (الشروق-وكالات) زعم رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القدس ملك لإسرائيل منذ آلاف السنوات وأن ما يجري فيها ليس بناء استيطانيا وانما هو تعمير لهذه المدينة متحديا بذلك العرب والفلسطينيين الذين لن يبقى أمامهم إلاّ أن « يشربوا البحر». وفي نبرة تحد للمطالب الأمريكية قال نتنياهو إنه ماض في سياسته الاستيطانية زاعما ان ذلك لن يؤثر على مستقبل الدولة الفلسطينية وانتقدت السلطة الفلسطينية هذه التصريحات مؤكدة أنها تعبر عن تملص حكومة نتنياهو من استحقاقات التفاوض. فقد استغل نتنياهو خطابه أمام المؤتمر السنوي لمنظمة «أيباك» الليلة قبل الماضية في واشنطن ليؤكد أنه رغم ما حدث من توتر في العلاقات بين اسرائيل والولاياتالمتحدة بعد قرار بناء 1600 وحدة استيطانية في القدسالشرقية فإن العلاقات لا تتأثر سلبا، وقال انه واثق من «استمرار الصداقة» مع الولاياتالمتحدة. مزاعم وأكاذيب وزعم رئيس حكومة الاحتلال ان القدس هي عاصمة اسرائيل وهي ليست مستوطنة وانه يتبع سياسات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ 1967. وقال نتنياهو أمام اللوبي الاسرائيلي ان نحو 250 ألف يهودي يعيشون في أحياء هي خارج خطوط هدنة عام 1949 على بعد خمس دقائق من «الكنيست» بالسيارة، وزعم نتنياهو ان الجميع من الأوروبيين والأمريكيين والفلسطينيين يعلمون ان هذه الأحياء التي يتم البناء فيها في القدس ستكون حتما جزءا من اسرائيل في أية تسوية سلمية ولا يمكن التخلي عنها من القدس الحديثة، ومن ثم فإن البناء فيها لن يعوق بأي حال التوصل الى حل الدولتين. وزعم نتنياهو ان اليهود قاموا ببناء القدس قبل ثلاثة آلاف عام وانهم «يبنونها اليوم» وقال نتنياهو إن عملية السلام يجب ان تكون تبادلية وليست طريقا في اتجاه واحد تقدم فيه اسرائيل ما سماها تنازلات على الدوام بينما لا يقدم الفلسطينيون شيئا. وردا على كلام كلينتون أمام المؤتمر بأن الاستيطان في القدس يقوض قدرة بلادها على لعب دور فعال في عملية التسوية، قال نتنياهو إن الولاياتالمتحدة يمكنها ان تساعد الأطراف على حل مشاكلهم ولكن لا يمكنها ان تحل مشاكلهم وأضاف لا يمكن فرض السلام من الخارج، بل يمكن أن يأتي فقط عبر المفاوضات المباشرة التي يتم فيها تنمية الثقة المتبادلة حسب تعبيره. وزعم نتنياهو أن «اسرائيل لا تريد ان تحكم الفلسطينيين ونحن نريدهم ان يكونوا جيرانا نعيش معا جنبا الى جنب بأمن وكرامة وسلام» الا انه كرر أن اسرائيل ستصر على ابقاء الوجود العسكري على الحدود الشرقية لأية دولة فلسطينية مقبلة. وانتقد نتنياهو السلطة الفلسطينية واتهمها بانها لم تتخذ اية خطوات لتحقيق السلام، وسأل «ماذا فعلت السلطة الفلسطينية للسلام؟ وضعت شروطا مسبقة للمحادثات، شنت حملة دولية بلا هوادة لتقويض مصداقية اسرائيل وروجت لتقرير غولدستون سيئي السمعة الذي يتهم اسرائيل زورا بارتكاب جرائم حرب» حسب زعمه. واعتبرت السلطة الفلسطينية أمس تصريحات رئيس الحكومة الاسرائيلية حول مدينة القدس، دليلا على عدم رغبته في العودة الى أية مفاوضات مع الجانب الفلسطيني. ونقلت صحيفة «القدس» الفلسطينية عن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قوله ان «تصريحات نتنياهو دليل قاطع على أنه لا يريد العودة الى أية مفاوضات جادة فهي تتنافى مع الشرعية الدولية التي تعتبر القدس عاصمة لدولتين». وأضاف ان «ما قاله نتنياهو لا يساعد الجهود الأمريكية ولن يخدمها لاعادة الطرفين لمفاوضات غير مباشرة» وطالب أبو ردينة الادارة الأمريكية «برد فعلي على هذه التصريحات لأن انتقادها لا يكفي ويجب التعامل مع هذه السياسة الاسرائيلية بشكل مختلف عن السابق لانها خطيرة» . ارقام مفزعة من جانبه قال مدير مجلس المستوطنات نافتالي بينيت إن «الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية قد يتضاعف حجمه الى ثلاثة أضعاف ليصل عدد المستوطنين الى مليون شخص. وأضاف بينيت انه «من الممكن تخيل مليون يهودي يعيشون في الضفة ونحن نفعل ما في وسعنا لفك التجميد في اشارة الى قرار مؤقت بوقف الاستيطان اتخذته حكومة نتنياهو في نوفمبر الماضي. وقد كشفت دراسة قام بها مركز «ماكرو» للاقتصاديات السياسية ونشرتها صحيفة «هآرتس» العبرية أمس أن المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية تغطي 1،2 مليون متر مربع من الطرقات والبيوت والمصانع التي تكلف بناؤها 17 بليون دولار. وقال المركز إنه من الأموال التي انفقت على بناء 128 مستوطنة في الأراضي المحتلة باستثناء القدسالشرقية تم انفاق 13.7 مليار دولار (78%) على بناء مساكن للمستوطنين تشتمل على 32711 شقة و 22997 منزلا و 5534 عربة. وأضاف أن أكثر من 1.1 مليار دولار انفقت على بناء المؤسسات العامة بما في ذلك 321 منشأة رياضية و 271 كنيسا و 96 من الحمامات العامة للمستوطنين اليهود.