فوجئ عضو اتحاد الناشرين وصاحب مؤسسة «كتابي» للنشر الأستاذ الجامعي بلقاسم بلقروي بقصصه منشورة عن دار منافسة له ..لم يتردد الناشر كثيرا ليكلف أحد عدول التنفيذ للمعاينة في مرحلة أولى ثم التقدم بقضية عدلية استعجالية هي الآن تحت أنظار المحكمة الإبتدائية بصفاقس ليثير بذلك قضية على غاية من الأهمية هي حقوق التأليف والنشر في تونس .. معرض كتاب الطفل بصفاقس انطلقت فعالياته يوم 17 مارس الجاري ويتواصل إلى غاية نهاية الشهر، وكغيره من الناشرين، انتصب صاحب مؤسسة «كتابي» بفضاءات المعرض واضعا سلسة كتبه بالعربية و الفرنسية و الأنقليزية على ذمة الأطفال . بعض هذه القصص تنتمي إلى الأدب العالمي على غرار القصة موضوع القضية و التي تحمل عنوان «le rat de la ville et le rat de la compagne» التي اقتبسها الناشر وعضو اتحاد الناشرين السيد بلقاسم بلقروي عن الأدب العالمي وسجل حقوق تأليفه حماية لحقوق النشر المعمول بها وطنيا و دوليا. استنساخ أم تشابه؟ غير بعيد عن جناجه، لاحظ الناشر وجود نفس القصة تحمل نفس العنوان معروضة بجناح منافس، ودون شعور منه، اقتنى القصة من الجناح المنافس واطلع عليها فلم يلاحظ تشابها فقط، بل استنساخا لعبارات وجمل و فقرات بل ولصفحات بأكملها .. الفارق بين القصتين يكمن في الغلاف، ففي الوقت الذي نشر القصة الكاتب الأصلي بغلاف برتقالي، نشرها الثاني بغلاف أخضر ، و في الوقت الذي فضل فيه الناشر عدم ذكر اسم الكاتب ، فضل الثاني ذكر اسمه و لقبه .. هذا على مستوى الشكل، أما على مستوى الجوهر، فالمتصفح بعجالة للقصتين يلاحظ أن الكتاب المستنسخ تعمد نقل بعض الجمل والأسطر والفقرات و الصفحات بالكامل مع المحافظة على النقاط و الفواصل ..! الناشر المتضرر، كلف أحد عدول التنفيذ لمعاينة الجناح المنافس والإطلاع على كل المعروضات طبعا مع الإطلاع على القصة المخصصة للأطفال والتي تحمل عنوان«le rat de la ville et le rat de la compagne» والتي فجرت القضية العدلية التي يحقق فيها حاليا أحد قضاة التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس. حقوق المؤلفين المتضرر تقدم بقضية استعجالية طالبا سحب كل النسخ في انتظار التقدم بقضية في الأصل للمطالبة بالتعويضات، وباتصالنا بزاعم الضرر قال انه متمسك بحقوقه حماية لحقوق الناشرين والمؤلفين بصفة عامة مبرزا ان الهدف من القضية ليس التشفي من الكاتب أو الناشر بل حماية لحقوق كل المؤلفين والناشرين بالبلاد. الناشر باعتباره عضوا باتحاد الناشرين قال ل «الشروق» ان تونس من الدول المؤسسة لاتفاقية «بارن» لحماية المصنفات الأدبية والفنية وذلك منذ سنة 1887 وقد تتالت القوانين الوطنية المتعلقة بالملكية الأدبية والفنية لحماية حقوق المؤلفين . ويضيف المتحدث انه نظرا لما يعيشه العالم من ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، شرعت تونس كذلك في تحيين منظومتها التشريعية المتعلقة بتحوير قانون الملكية الأدبية والفنية لينسجم مع المشهد الثقافي الجديد بعد شيوع التأليف على الأنترنات، ومع ذلك تجرأت دار النشر المشتكى بها إلى نشر القصة كما هي مع تغيير بسيط الهدف منه التمويه والمغالطة. ويؤكد الأستاذ الجامعي بلقاسم بلقروي انه يتهم في قضيته المطروحة الكاتب و الناشر في نفس الوقت في انتظار ان يثبت كل منهما أو أحدهما براءته من السرقة الأدبية .. قصة «الفأر» ستثير جدلا كبيرا والأكيد ان اتحاد الناشرين التونسيين سيكون له بالتوازي مع العدالة رأي وموقف في الموضوع ..