سرت الشروق من مبعوثتنا الخاصة فاطمة بن عبد الله الكرّاي بدت مدينة «سرت» الليبية متهيئة لاستقبال أشغال القمة العربية الاولى التي تعقد بالجماهيرية العربية الليبية، وقد تحلّت شوارعها بالشعارات الداعية الى تجاوز الخلافات العربية العربية، والى النظر الى ما يدور في العالم... فكانت كلمات الترحيب حاضرة... وجُمل التحذير من الانقسام حاضرة أيضا، في مدينة سرت الممتدّة على ضفاف البحر الابيض المتوسّط، في شكل خليج بحري يركن الى جوف الصحراء. بدت الحركية على غير عادتها منذ يومين في مدينة سرت، زاد نسقها أمس، حين بدأت عملية استقبال رؤساء وقادة الدول العربية المشاركة في القمة الثانية والعشرين... هنا في مدينة «سرت» أين ستعقد القمّة العربية انطلاقا من اليوم، انطلقت حركة الصحفيين منذ الصباح الباكر ليوم أمس... كما بدت المراكز الصحفية، كل واحد منها عبارة عن خلية نحل... يتسابق عبرها الصحفيون والاعلاميون على اصطياد المعلومة.. يُذكر أن الصحف الليبية، صدرت أمس بعناوين كبيرة حول القمة الثانية والعشرين، مركّزة جميعها على «قمة سرت» وفحوى اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة ليوم أمس الأول... إذن، وعلى غير عادتها الهادئة والمتباطئة في الحركة صباحا، مثلها مثل المدن العربية غير الصاخبة، أفاقت «سرت» على حدث استقبال الرؤساء والقادة العرب، وبدا طريق المطار سالكا ومهيأ لاستقبال الوفود العربية... مدينة «سرت» أو مدينة الرباط الأمامي، كما يطلق عليها في ليبيا، تقع عند منتصف الساحل الليبي بين طرابلس العاصمة ومدينة بنغازي، حيث تبعد «سرت» عن العاصمة الليبية قرابة 500 كلم باتجاه الشرق طبعا وقد عرفت المدينة، وبحكم موقعها الاستراتيجي، حكم الفينيقيين والفاطميين والعثمانيين... والذين يعرفون «سرت» قبل الآن، يقولون إنها مدينة هادئة، ولكنها بسيطة، ويمتهن أهلها بعض الانشطة الزراعية وتربية «الإبل»... اليوم تبدأ القمة العربية التي تم التوافق على تسميتها «قمة دعم صمود القدس» أشغالها في مدينة «سرت» وهي لاتزال تستقبل الضيوف والمشاركين الذين سيتوافدون عليها حتى هذا اليوم صباحا... وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس تأكدت مشاركة 12 دولة عربية على مستوى القادة في القمة... في هذه الاثناء أكدت مصادر ديبلوماسية عربية أن ليبيا ستعرض على القمة منح المزيد من الصلاحيات لرئاسة القمة. وأكّد محمد الطاهر سيالة نائب وزير الخارجية الليبي ان ليبيا تتحدث دائما عن تطوير المنظومة العربية وعمل الجامعة.. وعلمت «الشروق» من مصادر مطّلعة أن الجماهيرية الليبية ستقترح انشاء مفوضية عربية على غرار المفوضية الأوروبية وتلك الافريقية مع تعيين وزير عربي للشؤون الخارجية.