يفترض في فاكهة الصيف ان تكون خير مزوّد للجسم بما يحتاجه من مواد أساسية لنموّه لكن هذه الغلال قد تتحول الى سبب للاصابة بالامراض (الاسهال مثلا) لتنقلب النعمة بذلك الى نقمة. بالكاد ترتفع درجات الحرارة حتى تغرق الاسواق بأنواع عدة من فواكه بعضها حجمها غير عادي وبعضها الآخر تطرح مبكرا حتى يقع الاستفادة من سعرها أشباه الفواكه هذه بالتأكيد سيكون لها تأثيرات صحية اذ كثرت حالات الاصابة بالاسهال فمن المسؤول عن ذلك؟ الدكتور عبد الرزاق الفقي وهو مختص في المراقبة الغذائية ينفي وجود أية تجاوزات في الأساليب الزراعية وفي استعمال بعض المحفزات الزراعية للنمو لكنه في المقابل يقر ان طرح الغلال في الاسواق قبل اكتمال نضجها الطبيعي وخاصة بصفة اصطناعية باستعمال تفاعلات كيميائية تجعل المعدة معرضة لنسبة أكبر من الحموضة وهو ما يخلف الاصابة بالاسهال. كما أنه يلقي باللائمة على بعض المستهلكين فافراطهم في أكل الثمار خاصة وان هذه الثمار فيها نسبة كبيرة من السكريات ومن الحموضة من شأنها ان تحدث اختلال في توازن الجسم ويخلف الاسهال. **الأموال حاملة للجراثيم ما يسهل تحول فواكه الصيف الى مخاطر جسيمة على صحتنا حالة بعض بائعيها حيث تكون أيديهم مصدرا للجراثيم والميكروبات وحتى غسل هذه الفواكه بالماء لا يكفي لازالة الجراثيم، الى هذا يكشف الدكتور عبد الرزاق الفقي ان لظروف عرض هذه المنتوجات وتأثرها المباشر بأشعة الشمس ولساعات طويلة دور في انتقال بعض الميكروبات كما ان الاموال التي يستلمها الباعة تتحول في الحقيقة الى أهم مصدر لنقل الجراثيم الصيفية والتي تسبب الاسهال. وفي العموم فان طبيعة فصل الصيف وبما يتسم من ارتفاع درجات الحرارة يخلق اضرارا صحية بالمعدة وذلك للفارق الكبير بين درجة حرارة الطقس الخارجي وبين درجة الحرارة الداخلية للجسم، ومثل هذه الاضرار تطال خاصة الرضيع لان معدته لا تزال في طور التكامل. ما يزيد في تكاثر حالات الاسهال الافراط في شرب الماء البارد الذي يحدث تعكرات في نظام المعدة. مثلما نعترف باضرار التدخين علينا ان نعترف ايضا بأضرار فواكه الصيف خاصة تلك المهرمنة منها أي المزودة بالمهرمونات والتي يتم رشها ببعض المواد الكيمائية. * رضا بركة ------------------------------------------------------ ** فواكه الصيف والخطر الكبير بسبب الاعتماد على بعض الأساليب الحديثة في الزراعة المضرة بصحة الثمار من قبل من يتناولونها، ادعى القائمون في الغرب والمروجون لاستخدام الأساليب الحديثة ان 2 من السكان يستطيعون اطعام باقي سكان العالم اذا اشتغلوا بالزراعة واذا قارنا عدد المشتغلين بالزراعة في بداية القرن العشرين على مستوى العالم سنعرف حجم التدخل غير الطبيعي في أساليب الزراعة، حيث كان يشتغال بها 60 من سكان الارض وفي نهاية الحرب العالمية الثانية كانت النسبة حوالي 40 اما اليوم فهم اقل من 2، وفي معظم البلدان الاوروبية لا يزال الضغط جاريا على الفلاح حتى ينسحب مستسلما امام الأساليب البيولوجية الحديثة في الزراعة، في السياق العام للاقتصاد العالمي كان الفلاح القديم يمثل نظاما كاملا لانتاج وتوزيع الغذاء، وكان يعتبر ايضا المنتج الوحيد للمواد الاولية التي يحتاجها لتشغيل هذا النظام، ومعظم ما كان ينتجه الفلاح كان يذهب الى أيدي المستهلكين مباشرة في الأسواق، لكنه اليوم أصبح ترسا صغيرا في ماكينة نظام زراعي حديث يعتمد على المبيدات والمخصبات الزراعية الصناعية التي اسهمت في جعل فواكه الصيف خطرا كبيرا.