تبعا للمقال الصادر بجريدة «الشروق» تحت عنوان «2500 تونسي مصاب بالسل والطب يحذّر من تفشي العدوى» بتاريخ 25 مارس 2010 وافتنا وزارة الصحة بالتوضيحات التالية: لم تتجاوز تونس منذ 10 سنوات 2280 حالة إصابة بهذا المرض مع العلم وأننا في سنة 2009 لم نسجل سوى 2155 حالة وهو ما يمثل نسبة 20.5 لكل 100ألف ساكن وهو ما يعتبر أقل بكثير مما يسجّل في عديد بلدان إقليم شرق المتوسط وشمال افريقيا ويضاهي بعض البلدان المتقدمة. لم يؤثر مرض السيدا على ظهور حالات السل في بلادنا بما ان نسبة حدوث حالات السيدا ضعيفة في تونس حيث لا تتجاوز 0.6 لكل 100 ألف ساكن في حين يمكن ان يقترن انتشار السل بمرض السيدا في بعض البلدان التي يتفشى فيها مرض العوز المناعي كبعض بلدان جنوب الصحراء الافريقية. توازي الطرق العلاجية في تونس تلك المتوفرة بالبلدان المتقدمة وتتماشى مع ما توصي به منظمة الصحة العالمية مع العلم وأن وزارة الصحة العمومية تؤمن الدواء المجاني على امتداد السنة لكل المرضى المصابين بداء السل. لقد تم منذ 10 سنوات بعث المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة الذي لم يسجل اية مؤشرات تؤكد رجوع مرض السل وتفشيه في بلادنا. نظريا يصيب مرض السل الرئة بنسبة 80٪ ولكن والحمد لله في تونس تراجعت هذه النسبة الى حدود 55٪ مما يضعف من امكانية انتشار العدوى عن طريق البصاق وهو ما يمثل أحد المكاسب الايجابية للبرنامج الوطني لمكافحة السل في تونس. تعتبر المواظبة على الدواء من أولويات البرنامج الوطني لمكافحة السل بما أنه منذ سنة 1999 تم تعميم خطة المعالجة القصيرة (DOTS) تحت الاشراف المباشر حتى الشفاء التام وذلك من خلال متابعة تناول الدواء عن طريق عون الصحة او فرد من العائلة يقع تحسيسه. هذا وقد احتفلت تونس يوم 24 مارس 2010 مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي لمكافحة السل تحت شعار «في حركتنا لمكافحة السل.. لنبتكر ما يسرع وتيرة العمل» بإعداد برامج جهوية وأنشطة تحسيسية وتنظيم حملة إعلامية وإنجاز وتوزيع دعائم تحسيسية وترويجية. مع العلم وأن بلادنا كانت قد تحصلت على ميدالية ذهبية من منظمة الصحة العالمية سنة 2004 بفضل تمكنها من تحقيق الأهداف العالمية لمكافحة السل حيث كانت ضمن خمسة بلدان في الاقليم التي حققت 70٪ من معدل الكشف عن الحالات و85٪ من معدل نجاح المعالجة. ويحرص البرنامج الوطني لمكافحة السل على تعزيز دور الشراكة مع المجتمع المدني (الجمعيات والمنظمات والرابطات الوطنية والعالمية ووسائل الاعلام الوطنية) وذلك عن قناعة بأن تكثيف التعاون والتنسيق وتوسيع مجالات الشراكة من شأنه المساهمة في تدعيم الانشطة الوقائية والعلاجية الملائمة للمريض والمجموعة وبالتالي توفير أفضل ظروف النجاح للاستراتيجية الوطنية لدحر السل (20082015).