ملفات معطلة وترقيات مهنيّة لا تسند... عدالة إدارية يطرح حولها الموظفون أكثر من سؤال... معترفين باستحالة تسوية خطأ المعاملات الشخصية، بين الموظف ومرؤوسه.. هؤلاء يصف أغلبهم التدرّج المهني أو الترقيات بمجرّد وعود... لا يتمتع بها الا من «طاب» عنهم الخاطر. وبالمقابل أبدى قلّة منهم رضاهم عن تمتعهم بحقهم في الترقيات المهنية... ولو بعد 20 عاما من التأخير. «ليس هناك ترقيات... هناك وعود... هناك أكاذيب اداريّة» يقول لطفي بن زين، مهندس صوت، بحماسة. وبنفس الحماسة يضيف «إن كنت ستنقلين الحقيقة اكتبي ان المدير ضد الموظّف وضد العامل وأن هؤلاء يواجهون كسر خاطر معنوي ولا قيمة للتدرّج المهني ما لم يتم رفعه». وأكّد المتحدّث أن الادارات تعجّ بالكفاءات لكن هذه الاخيرة تبقى معطّلة بسبب عقلية لم تتغيّر. هذه العقليّة قال عنها أحمد القاسمي متصرف عام فوق الرتبة صنف 9 بالصندوق الوطني للتقاعد والحيطة الاجتماعية، المركز الجهوي بسيدي بوزيد، إنها «تؤسس للتهميش والاقصاء وغياب العدل». وذكر أحمد في رسالة تم توجيهها الى وزير الشؤون الاجتماعية والأمين العام لاتحاد الشغل، حصلت «الشروق» على نسخة منها، أن «المظلمة» الادارية دفعته لطلب تجريده نهائيا من خطته الوظيفية كرئيس مصلحة. يقول «تم انتدابي في 26 ديسمبر 1977 ولم يبق لي سوى أقل من 5 سنوات لاحالتي على التقاعد». ويشير في رسالته الى أن ادارات مؤسسته المتعاقبة عملت على «اقصائي وتهميشي وحرماني من أغلب الترقيات التي اسندت لزملائي بنفس الصنف ودون الصنف (مثلا ترقيات ديسمبر 2009 ومارس 2010).» مظالم يذكر أيضا أن «العديد من زملائي الذين تم انتدابهم من بعدي بعديد السنوات هم الآن يشغلون خطة مدير مركزي ومدير ومدير مساعد ناهيك عن خطة كاهية مدير. وفي انتظار الردّ عن مطلبه يقول أحمد القاسمي «عانيت من التهميش والاقصاء ولم أجد مخرجا لنفسي من هذه الدائرة المغلقة عدا طلب تجريدي نهائيا من خطتي الوظيفية عن قناعة وعلى مسؤوليتي». وعن المظلمة الادارية قال محمد بن سلطان متقاعد، إنه عانى من التعطيلات ومن التباطؤ في اسناد الترقيات... «ليس وحدي بل كثيرون مثلي عانوا من ذلك» حسب قوله. وأكّد المتحدّث أن هذه التعطيلات لن تقدّم أية اضافة للاداء الاداري ولا تخدم مصلحة انتاجية الادارة. مزاجية وفي المقابل أبدى رياض بن كرم، موظف حكومي، رضاه عن تمتعه بحق الترقية بعد 20 عاما!! فيما قال عمر غرس الله، موظف حكومي، إن تعرّضه لحادث شغل وحصوله على منحة تعويض قدرها 45 دينارا من مؤسسته المشغلة عطّل حصوله على حق الترقية طيلة 14 عاما... ويؤكد أغلب المتدخلين أن «مفتاح» الترقيات عالق بمزاجية الاعراف... و«لا أحد باستطاعته مراقبة تلك العلاقة الخفية الداعمة لتبجيل موظف على زميله أو تأخير ترقيته» حسب قول عبد الحكيم الحباشي موظف حكومي.