بعد أن تمّت بنجاح على عيّنة من الفئران ثم على مجموعة من المعوقين تم في أفريل 2009 تطبيق تجربة حقن دواء في عضلة واحدة على 10 من المتطوّعين التونسيين من مرضى العضلات وذلك بأحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس. وعلمت «الشروق» من أحد المتطوّعين بأنه سيتم الاعلان عن نتيجة هذه التجربة خلال الشهر القادم (أفريل 2010). ويقول الدكتور فيصل الهنتاتي رئيس قسم بمعهد الاعصاب بالرابطة أن مرض العضلات هذا وقع اكتشافه في تونس على المستوى السريري ثم على المستوى النسيجي وذلك سنة 1992 واستطاع الفريق التونسي أن يحدّد الموقع الجيني له. وفي سنة 1995 تمّت معرفة تركيبة الجين المسبّب لهذا المرض ومنذ ذلك الوقت أصبح تشخيصه متداولا في المخبر الجيني لمعهد الاعصاب، ويوضح الدكتور أن الدراسات الابيديمولوجية والميدانية التي قام بها فريق المعهد قد بيّنت أن هذا المرض يعدّ المرض الوراثي العضلي الأكثر انتشارا في تونس وهو منتشر أكثر من مرض Duchenne المنتشر بكثرة في العالم. ويضيف «نحن لدينا 3000 مريض، وهذا المرض La myopathie يصيب قرابة ال 50٪ من مرضى العضلات في تونس وهنالك 40٪ آخرين مصابين بمرض Duchenne وال 10٪ المتبقية هي أمراض LGMD2I و LGMD2B . العلاج المبكّر هو الحل الأمثل! ويوضح الدكتور الهنتاتي أنه لمعرفة الخلل الجيني للمرض أصبح من الممكن الوقاية منه وذلك بتشخيص المرض في الأشهر الاولى من الحمل. ويستدرك ليقول «ولكن الآن لا يوجد علاج يمكّن من إيقاف المرض عند المصاب (الذي ظهرت عليه علامات) لأن الجين المسبب يدخل في تركيبة الغطاء للخلية العضلية ولهذا السبب فإن العلاج الوحيد الذي يمكن أن يؤثّر في هذا المرض هو العلاج الجيني وذلك بالاعتماد على علاج الجين المريض بالجين المعافى. أما عن التجربة التي تم اجراؤها للمتطوّعين التونسيين فإن الدكتور فيصل يؤكّد على أنه لا خطورة تذكر على هؤلاء علما وأنه قد تمّت التجربة سابقا على عيّنة من أشخاص معوّقين ولم يحصل لهم أي ضرر يذكر. أما عن نتيجة هذه التجربة الاخيرة فإن السيد فيصل الهنتاتي يفضّل عدم الخوض فيها لأن النتيجة النهائية والفاصلة ليست جاهزة على حد تعبيره. بفارغ الصبر يقول أحد المتطوّعين أنه في التسعينات تم اجراء تجربة مماثلة على الفئران وتمّت بنجاح وبعد ذلك تم اقرار هذه التجربة وأصبحت الحاجة الى متطوعين أمرا ملحّا وعرضت على هذا المتطوّع الفكرة فاستجاب أملا في نجاح هذه التجربة لا لشخصه فحسب وانما لاجل كل مصاب. ويضيف «نحن 10 أشخاص انخرطنا في التجربة من مختلف جهات الجمهورية التونسية» وهذه التجربة هي عبارة عن مرحلة أولى في العلاج خضعوا خلالها لجملة من التحاليل الطبية بمعهد الاعصاب بالرابطة وتمت اعادة اجراء هذه التحاليل بباريس. ويقول المتطوع «تم زرع البروتين في عضلة واحدة من الجسم في افريل الماضي ومنذ ذلك الوقت ونحن نخضع الى مراقبة تفاعل العضلة مع البروتين المزروع». ويذكر المتطوّع للشروق أنه وفق مصادر طبية سيكون الاعلان عن نتيجة هذا الدواء في غضون شهر افريل القادم ويضيف «نحن ننتظر هذه النتيجة بفارغ الصبر وأملنا في الشفاء كبير».