في إطار التواصل بين مرحلتي التعليم الاساسي ضمن ما يعرف بالحوض البيداغوجي الذي يشمل المدارس ذات الاولوية نظمت الادارة الجهوية للتعليم ببنزرت مؤخرا يوما دراسيا بمعتمدية غار الملح التي تحوي حوضا بيداغوجيا يضم المدرسة الاعدادية بغار الملح والمدارس الابتدائية الثلاث المغذية لها وهي مدارس: أبو القاسم الشابي باجو وابن خلدون. وقد أشرفت على هذا اليوم المنسقة الوطنية للمدارس ذات الاولوية السيدة سعيدة الساحلي وممثل الادارة العامة للمرحلة الاولى من التعليم الاساسي السيد عمارة بن زايد اضافة للسادة المدير الجهوي للتربية ببنزرت والسيد المدير المساعد للتعليم الاساسي الجيلاني العابدي والسيد المدير العام المساعد للتعليم الثانوي السيد حسن. وقد تضمن اليوم حضور دروس شاهدة في التعلمات الاساسية وهي اللغات العربية والفرنسية والانڤليزية والرياضيات لفائدة تلاميذ السنوات السابعة أساسي وقد كانت فرصة ليلتقي المعلم مع الاستاذ في هذه الحصص وتقع عملية تقييم مباشرة لمستوى التلاميذ إضافة لتنظيم حوار مفتوح مع مجموعة من التلاميذ حول مظاهر العنف داخل المؤسسات التربوية وسبل التصدي لها الى جانب قيام السيدة سعيدة الساحلي المنسقة الوطنية للمدارس ذات الاولوية والسيد عمارة بن زايد ممثل الادارة العامة للتعليم الاساسي بزيارة ميدانية للمدارس ذات الاولوية التربوية بالجهة والتحاور مباشرة مع بعض التلاميذ والمعلمين. التلميذ محور المنظومة ولأن المنظومة العامة للتعليم بتونس تجعل من التلميذ محورا فاعلا وليس مجرد متلق ومن هذا المنطلق كان تلاميذ غار الملح طرفا فاعلا في اليوم الدراسي حيث شاركوا في ورشات العمل التي تطرقت للعنف اللفظي والمادي بالوسط المدرسي وقدموا تصوراتهم لكيفية التصدي له. الى جانب حضور ممثلين عنهم للعرض الذي قدمه السيد حميدة الشاوش حول مفهوم الحوض البيداغوجي وسبل إيجاد آليات وصيغ لمتابعة التلاميذ أثناء مرحلتي التعليم الاساسي وواكبوا الحوار الذي دار بين الاساتذة والمعلمين واستمعوا لاستفساراتهم واستفسارات المتفقدين والمساعدين البيداغوجيين والتي تولت السيدة المنسقة الوطنية للبرنامج الرد عليها وتقديم إيضاحات حولها. في مفهوم المدارس ذات الاولوية من رهان الكم الى رهان الكيف أكدت المنسقة الوطنية للمدارس ذات الاولوية أن المدارس ذات الاولوية ليست شعارا يرفع بقدر ما هي برامج بيداغوجية وكتب خاصة ودعم خاص وتكوين إضافي للمعلم والاستاذ. وقد جاء هذا البرنامج بعد أن حققت المنظومة التربوية رهان الكم في التعليم لتنتقل المنظومة من خلاله الى رهان جديد وهو رهان الكيف وتحسين جودة المنظومة التربوية خاصة في المدارس ذات الاولوية خاصة أن المبدأ الاساسي اصبح التمييز وضمان العدالة بين جميع التلاميذ ومبدأ العدالة وتكافؤ الفرص يقتضي منح أكثر من له أقل على مستوى البنية الاساسية والتجهيزات والتكوين البيداغوجي للاطار التربوي وأيضا تخفيض كثافة التلاميذ في الفصل ضمن الحوض المستهدف. وقد أشارت السيدة سعيدة الساحلي في كلمتها الى أن الدولة رصدت ضمن ميزانية عام 2008 حوالي 2088 ألف دينار للمدارس ذات الاولوية وخلال ميزانية 2010 ثم إقرار 3250 ألف دينار للمدارس ذات الاولوية بينما يتمتع مدير مدرسة ذات أولوية بمنحة إضافية قدرها 650 دينار. حصص الدعم امتياز وليست عقابا تتمتع المدارس ذات الاولوية اضافة للمتابعة البيداغوجية بحصص دعم اضافية لفائدة التلاميذ. عن هذه النقطة تحدث السيد عمارة بن زايد وأوضح أنه على المنشط أي المدرس أن يحسن استغلال هذه الحصص بدعوة التلايمذ الذين هم في حاجة للدعم وكذلك بعض المتفوقين حتى لا يشعر التلميذ المستهدف بأنه ناقص كما أنه على المدرس أن ينوع من أساليبه المعتمدة خلال حصص الدعم والتي تتطلب تقنيات مغايرة للمستعملة، هنا يتطلب الامر تكوين الاطار التربوي في هذا المجال وفي هذا الاطار تتنزل الاحاطة البيداغوجية التي يقوم بها المفقد والمرشد البيداغوجي. تواصل اللقاءات أكد لنا السيد الجيلاني العابدي المدير المساعد للمرحلة الاولى من التعليم الاساسي ببنزرت أن الادارة الجهوية للتربية ببنزرت قد وضعت خطة جهوية ترتكز على خمس محاور تهم التكوين الاداري والبيداغوجي والمرافقة البيداغوجية والشبكة المدرسية اضافة للحوض البيداغوجي والبحوث التربوية. يذكر أن ولاية بنزرت بها ثلاث أحواض بيداغوجية مستهدفة بكل من ماطر والماتلين وغار الملح وجميعها تخضع لمتابعة دورية.