أيّدت الدائرة الجنائية لدى محكمة الاستئناف بتونس أول أمس حكما ابتدائيا قضى بسجن شابين مدة ثلاثين عاما، إثر ثبوت تورطهما قبل أكثر من عام، في اقتحام منزل بأحواز العاصمة، وطعن صاحبه، وتقييد زوجته وابنيه بوثاق والاستيلاء على كمية من الأدباش. تفيد محاضر باحث البداية أن شابين في منتصف العقد الثالث من عمرهما، ومن سكان أحد الأحياء غرب العاصمة، قاما خلال ليلة من شهر ديسمبر 2008 بجولة بأحواز العاصمة بغاية ارتكاب عملية سلب لكنهما لم يتمكنا من ذلك فغيّرا فكرتهما، وقرّرا السطو على أحد المنازل فتسوّرا الجدار الخارجي ووجدا احدى النوافذ مفتوحة فولجا منها الى داخل المنزل وقاما بجولة بين أرجائه وشرعا في جمع أدباش للاستيلاء عليها، فتفطّن إليهما صاحب المنزل، وقام بأشعال الأضواء وحاول التصدي إليهما، لكن أحدهما أخرج سكينا وطعنه بواسطته في ست مناسبات الى أن تهاوى جسده وسقط أرضا مغشيا عليه، وتوجّه الشابان الى غرفة النوم حيث قاما بتعنيف الزوجة وتقييدها بوثاق الى فراش الزوجية ثم توجها الى غرفة مجاورة حيث عثرا على ابني صاحب المنزل، وهما طفلان صغيران فقيّداهما بدورهما بوثاق وتركاهما بالغرفة. وجاء في الأبحاث المجراة أن المتهمين واصلا جولتهما بين أرجاء المنزل، حيث جمعا كمية من الأجهزة الالكترونية ومصوغ الزوجة ومبلغا ماليا ثم غادرا المنزل ولاذا بالفرار وجاء في ملف القضية أن الزوجة استطاعت لاحقا التخلص من الوثاق المقيدة به، وخلّصت ابنيها ثم اتصلت بأعوان الأمن حيث حلّت على جناح السرعة سيارة إسعاف نقلت الزوج الى المستشفى حيث أدخل غرفة العناية المركزة، حيث خضع للجراحة مرتين، وأكد أطباؤه أنه نجا من موت بدا محققا نظرا لخطورة ما لحقه من اصابات وبقائه ملقى أرضا، وهو ما سبّب له نزيف دمائه. تعهّد أعوان احدى الفرق الأمنية المختصة بالبحث في ملابسات الواقعة ونجح أعوانها في حصر الشبهة في المتهمين وبعرضهما على أفراد العائلة تعرّفوا عليهما منذ الوهلة الأولى وتمّ حجز جزء من المسروق لديهما. ومثل المتهمان أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، فقضت بالسجن في حق كل واحد منهما مدة ثلاثين عاما، فاستأنفا الحكم الصادر في حقهما وارتأت الدائرة الجنائية الاستئنافية تأييد الحكم المطعون فيه والابقاء على العقوبة السجنية المذكورة.