استولى شابان على تحف ثمينة جلبها صاحبها من خارج البلاد تناهز قيمتها 100 ألف دينار. ولمّا تفطن إليهما حارس المنزل الكائن بالمنازه طعناه بواسطة سكين وذلك خلال شهر ديسمبر الماضي. وأحالت دائرة الاتهام ملف القضية على أنظار الدائرة الجنائية لتقرر في شأنه ما تراه مناسبا بعد ايقاف المظنون فيهما واعترافهما بحيثيات الواقعة. وجاء في محاضر باحث البداية، أن شابين من سكان الجبل الأحمر، التقيا مساء أحد أيام شهر ديسمبر من العام الماضي، وبعد شرب القهوة بالمقهى بارح أحدهما المكان وعاد الى صديقه بعد نصف ساعة وطلب منه الالتحاق به، حيث توجها الى مكان منزو وقليل الحركة حيث مكّنه من سيجارة محشوّة بالمخدّرات. وبالمثل تناول هو واحدة وشرعا في استهلاكها. وبعد الانتهاء من جلستهما اتفقا على التوجه ليلا الى المنارات للقيام بعملية سلب هناك. وحملا معهما سكينا وقضيبا حديديا. ثم سارا في حدود الواحدة ليلا الى جهة المنارات وشرعا في جولتهما بين أنهج وشوارع الجهة. ولم يعثرا على عابر سبيل. فغيرا رأيهما وقرّرا تحويل الوجهة والسطو على سائق سيارة أجرة. فوقفا على جانب الطريق ورغم مرور عدد من سيارات الأجرة إلاّ أن سواقها لم يتوقفوا الى المظنون فيهما اللذين سئما من امكانية العثور على سائق سيارة أجرة. فواصلا تسكعهما الى أن مرا بجانب منزل فاخر ورغم علو سور جداره الخارجي، إلاّ أنهما قررا محاولة سرقة المنزل من الداخل. فنجحا في تسوّر الجدار والقفز الى داخل الحديقة. ثم ولجا الى الداخل عبر نافذة صغيرة من جهة سلم خلفي للمنزل. ورغم صغر فوهة النافذة إلاّ أنهما نجحا في المرور عبرها الى داخل المنزل ثم قاما بجولة عبر أرجائه وتيقنا من عدم وجود أصحابه بداخله. وبعد بحث وبعثرة للأدباش استقرّ رأيهما على الاكتفاء بالاستيلاء على تحف بدت لهما ثمينة ونادرة. فجمعاها داخل أكياس وغادرا المنزل. لكن مع مرورهما عبر الحديقة تفطن إليهما الحارس الذي كان غادر المنزل مدة ربع ساعة اقتنى خلالها علبة سجائر. فالتقط عصا واعترض سبيل الشابين ولوّح بعصاه محاولا تهديد اللصين وإجبارهما على ترك المسروق. لكنهما تظاهرا بالانصياع الى أوامره والتوسل إليه بالبكاء لترك سبيلهما. إلا أنهما وفي غفلة منه تمكنا من افتكاك العصا منه وطعناه بواسطة السكين وحملا المسروق ولاذا بالفرار. وجاء في الأبحاث المجراة، أن أعوان احدى الفرق الأمنية المختصّة تعهدوا بالبحث في ملابسات الواقعة وبعد تحرّيات مكثفة نجحوا في الكشف عن هويتي المظنون فيهما وجلبهما الى مقرّ التحقيق وبعرضهما على الحارس الذي تجاوز مرحلة الخطر تعرف عليهما منذ الوهلة الأولى فتراجعا في انكارهما، ودلاّ على مكان اخفاء التحف الثمينة التي أكد صاحبها أن ثمنها يتجاوز المائة ألف دينار وأنه جلبها معه من خارج البلاد في سفرات مختلفة ومتواترة وعلى امتداد أعوام. وباستيفاء الأبحاث مع المظنون فيهما، أحيلا بحالة ايقاف على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، لتقرّر في شأنهما ما تراه مناسبا.