هدد الرئيس الأفغاني المنتخب بالتزوير الأمريكي حامد قرضاي أمس الأول حلفاءه بالانضمام الى ما أسماه «حركة التمرد طالبان» اذا ما واصلوا اعتباره «دمية» بأيديهم. ولم يسعنا أمام هذا الموقف الشجاع الذي اتخذه قرضاي الا ان نقول كلمات لطالما رددها الشيخ إمام ولو كان لا يزال حيا لقال أمام هذا الموقف وبأعلى صوته «جميل... جميل». هو بالفعل موقف جميل يظهر قرضاي كأحد العظماء يترنح أو يتهادى في ثوب صنع بدقة من خيوط الوطنية ونسجته آلات الحرب السوفياتية وطرزته عدسات لماعة التقطت بعناية من بقايا الذخائر الأمريكية. فقرضاي الذي أراد أن يظهر للأفغان بين ليلة وضحاها بطلا ما هو الا دمية في الواقع منحت لغاية في نفس أوباما شيء من الحرية. فالمهمة التي تنوي قوات التحالف القيام بها في قندهار ليست كسابقاتها، فهي ستكون في أعرق وأكبر معقل لحركة «طالبان» والمعروف عن تلك المنطقة انها موالية للحركة أكثر من اي شيء آخر وكيف لا وأغلب مقاتلي الحركة ينحدرون من تلك الولاية، بل إن قندهار أصبحت مصنعا للمسلحين وهي حسب تقارير عديدة أصبحت منذ سنوات تصدّر المقاتلين الى بقية المناطق في أفغانستان وحتى الى باكستان. ولعل أكبر دليل على فهم الأمريكان وقرضاي بأن المعركة القادمة تتطلب أكبر قدر من التأييد الشعبي وأن ذلك لن يأتي الا على قاعدة مسألة وطنية ولو وهمية، والاجتماع الاخير للرئيس الأفغاني ب1500 من شيوخ قبائل قندهار، وكان يعلن عداءه واستعداده لقتال الأمريكان في ما كان يحرسه الجنرال ستانلي ماكريستال القائد الأعلى للقوات الأطلسية في البلاد. لقد ظهرت المسرحية التي كتبها الأمريكان ومثلها قرضاي غاية في الرداءة وقلة الخبرة، حيث كان يقول للجمهور «اذا كنتم لا تريدون العملية الأمريكية في قندهار سأمنعها، اعرف أنكم قلقون... هل أنتم قلقون؟». كان من المفترض ان يستعين الأمريكان لآداء هذا الدور بأحد المنشطين الأمريكيين، لأن الكلمات كتبت بعناية لشخصية مماثلة وليس لقرضاي. وتستمر رغم ما تحدثنا عنه من فشل أمريكي أفغاني في اخضاع الشعب الأفغاني، رحلة الرداءة ولنا ان نقول كلما تكرر هذا المشهد «جميل... جميل» فكم جميلة هي الوقاحة الأمريكية وجميلة هي الدمى الأفغانية.