٭ واشنطن «الشروق»: محمد سعيد أقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجنرال ستانلي ماكريستال من مهامه كقائد لقوات الحلف الأطلسي في أفغانستان وعيّن مكانه الجنرال ديفيد بترايوس الذي يتسلّم مهامه قريبا. وجاءت إقالة ماكريستال بعد لقاء جمعه بالرئيس أوباما دام نصف ساعة لبحث تداعيات ما صدر عن المسؤول العسكري الأمريكي الأول عن العمليات في أفغانستان من انتقادات للبيت الأبيض. وقال أوباما إنه لم يُعف ماكريستال من مهامه بسبب تهكمه على المسؤولين المدنيين في إدارته مطالبا بوحدة الجهود لدى فريقه في أفغانستان، فيما رحّب الرئيس الأفغاني حميد قرضاي بتعيين بترايوس. وقال المسؤولون الأمريكيون إن التعليقات التي كان أدلى ماكريستال لمجلة «رولينغ ستون» والتي انتقد وسخر فيها من أوباما وكبار مساعديه من بينهم نائب الرئيس جوزيف بايدن ومستشار الرئيس للأمن القومي جيمس جونز والسفير الأمريكي لدى كابول كارل إيكينبيرى وريتشارد هولبروك المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، لم تمر بسلام. وكان ماكريستال قال لشبكة التلفزيون الأمريكية «إن.بي.سي» أمس قبيل لقائه مع أوباما إنه لم يقدم استقالته. وقال مسؤول أمريكي كبير «إن الاجتماع كان لإجلاء موقف ماكريستال.» وأضاف «الاجتماع كان فرصة للرئيس أوباما للتعبير عن غضبه وبحث ما إذا كان ينبغي الابقاء على ماكريستال». وكان أوباما بدا غاضبا من تصريحات ماكريستال لدى علمه بها ، قائلا إن أحكامه كانت سيئة. وقد استدعى البيت الأبيض ماكريستال إلى واشنطن عقب نشر تقرير المجلة، وقال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أمس الأول إن أوباما شعر بالغضب من تعليقات ماكريستال، مضيفا أن حجم وخطورة الخطإ الذي ارتكبه ماكريستال بسبب المقابلة كان كبيراً جداً. وكان وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس قد صرح بأن الجنرال ماكريستال ارتكب خطأ كبيرا وافتقر إلى حسن التقدير ، كما أن النواب الديمقراطيين طالبوا باقالته. وكان مسؤول في مجلس الأمن القومي قال إن ماكريستال جاهز للاستقالة في حال فقد أوباما ثقته به. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن ماكريستال أبلغ المسؤولين عنه في البنتاغون إنه يعد لتقديم استقالته لكنه لم يقدم بعد رسالة رسمية بهذا الشأن لدى وصوله إلى واشنطن. ويذكر أن ماكريستال قد اعتذر أول أمس عن انتقاده للادارة الأمريكية، حيث قال فى بيان «إن المقال المنشور خطأ ويفتقر إلى التقييم الدقيق وأنه يكن عظيم احترامه لإدارة الرئيس أوباما وأن ما جاء فى المقال بعيد عن مبادئه». وقال مسؤول أمريكي إن البيت الأبيض طلب من البنتاغون تقديم قائمة بالأسماء التي يمكن أن تحلّ مكان ماكريستال، لأن الرئيس باراك أوباما يريد أن يكون جاهزاً في حال قرر طرده على خلفية تقرير المجلة المثير للجدل الذي جاء بعنوان «الجنرال الهارب».