رغم ما توليه وزارة التربية من اهتمام بمختلف المؤسسات التربوية من حيث الصيانة والتجهيز فإننا لازلنا نقف على شواهد من بعض المدارس يبقى أمامها المرء مشدوها كأن يد الصيانة والتنظيف لم تمتد إليها مطلقا مما من شأنه أن يعرّض فلذات أكبادنا الى مخاطر صحية جمة. ورغم أن النقائص التي تعرفها هذه المدرسة كثيرة جدا ومتعددة فإنناسنتعرض الى بعضها حسب ما بلغنا من الاطار التربوي لهذه المؤسسة ويأتي في مقدمتها غياب الماء الصالح للشراب وهو من أوكد الأولويات التي كان ينبغي أن تكون متوفرة في مدرسة تحتضن زهاء مائة تلميذ فضلا عن الاطار التربوي والاداري ذلك أنه على الرغم من وجود جمعية مائية فإنها غير ناشطة منذ مدة طويلة جدا حتى بات الحديث عنها كالحديث عن الخرافات والأساطير فغاب هذا المرفق الحياتي الذي لا غنى عنه عن مدرسة «أولاد هلال» فاضطرّ أغلب التلاميذ الى جلب المياه من منازلهم في القوارير مع ما يضيفه ذلك من عبء على أجسادهم الغضّة، والتجأ آخرون الى فسقية المدرسة رغم أن وضعها غير صحي تماما باعتبار أنها غير محمية من الأتربة والأوساخ التي أضحت متكدّسة بداخلها وهو ما قد يؤدي من وراء تناول المياه الراكدة بها الى أمراض وبائية خطيرة. مجموعة صحية غير صحية والحديث عن عدم توفر الماء يؤدي بنا الى الحديث عن المجموعة الصحية التي تعرف وضعا سيّئا للغاية لانعدام النظافة بها خاصة أن عون التنظيف بات عاجزا عن القيام بواجبه في غياب المياه فانتشرت الأوساخ بشكل أضحى يهدد صحة التلاميذ الصغار الذين يضطرون مكرهين الى استعمالها في حين تجنبها الاطار التربوي منذ عهد بعيد. المقاعد الخشبية انقلبت حديدية نقطة أخرى أشار إليها محدثونا وتتعلق بحالة المقاعد التي يجلس عليها التلاميذ والتي باتت مجرد أعمدة حديدية بعد أن تناثرت الألواح الخشبية التي تعلوها واضطرّ التلاميذ الى الجلوس مباشرة على القضبان مع ما يشكله ذلك من خطر على أبدانهم. الأنترنات بلا رنات أما الحديث عن وسائل الاتصال الحديثة التي من بينها شبكة الأنترنات في مدرسة «أولاد هلال»فإنه كالحديث عن «لبن العصفور» فرغم توفر بعض الحواسيب فإن «النات» لم يعرف الى هذه المؤسسة طريقه بعد كما أن الاطار التربوي لا يعتبرها أولوية بالنظر الى النقائص الأخرى المتحدث عنها، وفضلا عن غياب الانترنات فإن الآلة الناسخة الموجودة بالمدرسة دخلت في غيبوبة عميقة منذ مدة طويلة ولم يتمّ اصلاحها مما حمل المدرسين مشاق إضافية كم هم في غنى عنها والذين يستحقون التحية والإكبار لما يقومون به من مجهود في سبيل تعليم الناشئة في مدرسة تفتقد لأبسط الضروريات. نقطة أخرى ذكرها محدثونا بكل مرارة وهي المتعلقة بحالة النوافذ بهذه المدرسة والتي تهشم بلور بعضها وحتى الاطار الخشبي دون أن يتم التدخل لإصلاحها وهو ما يعرض صحة التلاميذ والمدرسين الى نزلات برد بصفة مسترسلة. هذا فيض من غيض ممّا تعيشه هذه المدرسة الوحيدة في كامل مدينة بن قردان المصنفة ذات أولوية تربوية بما يقتضيه ذلك من توجيه الاهتمام لها بالدرجة الأولى سواء تعلق الأمر بالصيانة أو بالتجهيز أو بسواهما لكن يبدو أن مصالح الادارة الجهوية للتربية بمدنين قد نسيتها.