انعدام الصيانة... غياب النظافة... تآكل المعدّات!!! إلى متى..! تونس - الصباح: لتقييم نتائج الثلاثي الأول من السنة الدراسية انتظمت بعديد المؤسسات التربوية لقاءات مباشرة بين الأولياء والمربين وبحضور التلاميذ محورها الأساسي تشخيص وتقييم ردود التلميذ وإتاحة الفرصة للأولياء للاستفسار عن كل كبيرة وصغيرة تتعلق بسلوك أبنائهم وبناتهم وانضباطهم داخل المدرسة. وقد أخذت هذه اللقاءات الدورية تؤسس لعلاقة تواصل جديدة بين المدرسة والعائلة تحظى باهتمام متزايد من الأولياء الذين ما انفك عددهم يتطور ويتكثف من لقاء إلى آخر... متحملين عناء الانتظار الطويل داخل القاعات وخارجها للحديث الى المربين الذين يتجندون لمدة زمنية معينة للرد على استفسارات الأولياء وارشادهم وتوجيههم الى السبيل الكفيل بتدارك النقائص المسجلة في المردود البيداغوجي للتلميذ والتوقف عند الجوانب السلوكية. وعلى ايجابية هذه اللقاءات يصطدم زوار المؤسسة التربوية بما يكتشفونه من مظاهر مزرية وأحوال مكربة داخل قاعات الدرس لانخرام قواعد النظافة بها وتدهور جدرانها وأسقفها التي شوهتها الرطوبة وزادتها الأمطار سوءا وعبثا بأخاديدها وتحولت الى ما يشبه لوحة زيتية كئيبة لأرض قاحلة. وطبعا عن المقاعد الضيقة والمهترئة التي أكل عليها الدهر وشرب حدث ولا حرج حتى أن بعضها يتعين عن التلاميذ احكام مسكها من طرفيها للمحافظة على توازنها والحيلولة دون سقوطها أرضا..!! فهل يهتم التلميذ بمقعده أم بالاستاذ خلال حصة الدرس؟ وقد عاينا بأنفسنا بعض المقاعد وقد انفصل عنها الجزء العلوي المخصص للكتابة بشكل واضح ومع ذلك يتواصل استعمالها لغياب المقاعد الشاغرة في قسم يعد 41 تلميذا وأكثر أحيانا..!! وعن الرسوم الكاريكاتورية والكتابات المسمارية الغريبة والأشكال والرموز الطلسمية التي تزيّن المقاعد لا داعي للتوقف عندها بعد أن أصبحت من المشاهد المألوفة والمسكوت عنها مما شجع التلاميذ على التمادي في ممارسة هوايتهم بكل حرية. انه من المؤسف والمؤلم أن يتحول الوضع داخل عديد المؤسسات التربوية الى هذه الحال من الاهمال والتداعي للتجهيزات وعدم الاكتراث بالصيانة والاصلاح وغياب عمليات التنظيف ورفع ما تكدس من أوساخ بمحيط المؤسسة وعدم عناية بقواعد حفظ الصحة داخل دورات المياه. ورغم تعدد الكتابة عن هذه المظاهر وتنوع أساليب طرحها وتناولها اعلاميا تظل دار لقمان على حالها وكأن الوضع يتعلق بمدارس تقع بال«هونولولو» وليس ببلادنا.!!