واشنطن كابولبرلين (وكالات) كشف محللون وديبلوماسيون غربيون أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأطلسيون أصبحوا يخافون من أن تؤدي حالة الغضب التي يمر بها الرئيس الافغاني حامد قرضاي الى التحول عن القوى الغربية والبحث عن شركاء اقليميين مثل إيران والصين اللتين ترتبط مصالحهما بكابول وتتعارض مع مصالح حلف شمال الاطلسي. وأشارت المصادر الى أن الغرب يراقب و«يبلع» ما يقوله قرضاي وخاصة ما أطلقه من اتهامات في كابول وقندهار بأن الغرب حاول الاطاحة به بتزوير الانتخابات وحرمانه من منصبه، ويرى المحللون أن دول الحلف الاطلسي لا تملك في الوقت الحالي أية خيارات «للاخذبيد» الرئيس الافغاني من دون الاضرار بمصالحها. الوضع يسوء ويخشى مسؤولون وديبلوماسيون من تردي العلاقات بين الغرب والحكومة الأفغانية، خاصة في ظل التقارب الافغاني مع ايران والصين. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية عن ديبلوماسي غربي في كابول قوله ان الوضع السياسي «يسوء مع مواصلة قرضاي اطلاق تصريحاته المدوية». وأضاف الديبلوماسي الذي وصفته الصحيفة بالخبير في الشؤون الافغانية أن الدول الغربية في الوقت الحالي تقوم بدعم بنية سياسية غير مستقرة مشيرا الى أنه لم ير أي خطة واضحة لبناء «إجماع سياسي». وأمام ما ينظر اليه على أنه تحول في موقف قرضاي يرى محللون وديبلوماسيون أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها لديهم ثلاثة خيارات «التهديد بالانسحاب او اللجوء الى الديبلوماسية أو البحث عن طرق من أجل توسيع مشاركة المواطنين والجماعات المدنية في الحكومة». ويرى بيتر غالبيرت الذي عزل من منصبه كنائب لمفوض الأممالمتحدة في افغانستان بعد اتهامه بالدعوة لازاحة قرضاي، إن الغرب لا خيار أمامه الا التهديد بالانسحاب «فلا معنى لوجود قوات عسكرية في مهمّة لا يمكن انجازها» على حد قوله. ويخالف ديبلوماسيون آخرون خيار الانسحاب ويقولون إن الغرب قد يستخدم الدعم المالي كوسيلة للضغط على الحكومة الافغانية. مشكلة شخصية ومن جانبهم ينظر عدد من الأفغان مشايخ ومواطنون الى المشكلة على أنها مسألة شخصية بين قرضاي والمجتمع الدولي ويعللون وجهة نظرهم هذه بكون عندما بدأ الغرب ينتقد شقيقه أحمد بدأ الرئيس الافغاني يدافع عن عائلته. وفي هذا الصدد قال أحد شيوخ القبائل إن العلاقة تسوء يوما بعد يوم بين قرضاي وحلفائه الغربيين و«يجب أن لا يسمح بهذا الوضع». وعلى صعيد متصل دعا حلف شمال الأطلسي أمس الرئيس الافغاني الى الانضباط معتبرا أن انتقاداته المتكررة للغربيين تثير القلق. ودعا الناطق باسم الحلف جيمس أباتوراي قرضاي الى الأخذ بعين الاعتبار أن «الأسرة الدولية مازالت تبذل جهودا ضخمة وتقدم تضحيات من أجل دعم الشعب الافغاني» على حد تعبيره. ومن جانبها أعلنت برلين أمس أنها ستبقي على قواتها في افغانستان على الرغم من «الانتقادات والتضحيات».