كابول - فرنسا - واشنطن (وكالات) أعلنت الأممالمتحدة أمس انها ستسحب معظم موظفيها من أفغانستان فيما دعا وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير الدول الغربية الى الاعتراف بشرعية الرئيس الافغاني حميد قرضاي «على الرغم من تورطه في الفساد» وأعلن الناطق باسم الأممالمتحدة ان المنظمة ستسحب من افغانستان القسم الأكبر من موظفيها الأجانب بعد الهجوم العنيف الذي تعرضت له الأسبوع الماضي في كابول. اجلاء سريع ؟ وقال المتحدث باسم المنظمة دان ماكنورتن انه «سيتم اجلاء نحو 600 موظف غير افغاني مؤقتا مضيفا أنه «لن يبقى سوى الأشخاص الذين يعتبرون موظفين أساسيين». وأشار ماكنورتن الى ان ذلك «يهدف الى ضمان أمن جميع موظفينا في البلاد» مؤكدا أنه ستجري مراجعة هذا القرار بانتظام وسيطبق «لعدد محدد من الأسابيع فيما يتم اتخاذ اجراءات أمنية اضافية» على حد تعبيره. وتعرضت دار الضيافة التي تشغلها المنظمة في العاصمة كابول نهاية الشهر المنقضي الى هجوم من قبل ثلاثة مسلحين فقتل ستة من موظفيها وشرطيان افغانيان وتبنت حركة «طالبان» الهجوم. كما تعرض رئيس بعثة الأممالمتحدة كابي ايدي الى انتقادات شديدة في الآونة الأخيرة واتهامات بتورطه في تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية. وحول الانسحاب المنتظر قال ايدي «يعتقد بعض الأفغان ان بلادهم على قدر من الأهمية الاستراتيجية يجعلنا نبقى فيها مهما حصل ... هذا خطأ بكل بساطة» على حد تعبيره. مشكلة كوشنير وعلى صعيد متصل قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير في تصريح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية انه لا خيار أمام الحلف الأطلسي سوء التعامل مع قرضاي لانجاز مهمته في أفغانستان مضيفا ان «قرضاي متورط في الفساد ... حسنا لكن علينا اعتباره شرعيا». وفي سياق اَخر أشار الوزير الفرنسي الى ان ادارة باراك أوباما بصدد وضع استراتيجية «جديدة» للحرب في افغانستان لكن دون التشاور مع حلفائها الأوروبيين في الحلف الأطلسي. وتساءل كوشنير قائلا «ما هو الهدف؟ ما هي الطريقة ؟ وباسم ماذا ؟ مضيفا «أين الأمريكيون ؟ .. بات الأمر يطرح مشكلة ... اننا بحاجة الى التشاور مع بعضنا البعض كحلفاء» على حد تعبيره. وابدى وزير الخارجية الفرنسي أسفه لعدم حصول مشاورات «حتى بين دول الاتحاد الأوروبي» التى تنشر قوات في افغانستان. وأضاف قائلا «نحن في أوروبا نتحرك .. نقاتل ونذهب الىالحرب .. لكننا لانتحادث .. هذا أمر مؤسف».