واشنطن (الشروق) محمد سعيد: يوقّع الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم في العاصمة التشيكية براغ مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على معاهدة نووية جديدة تقضي بتقليص الترسانة النووية لدى بلديهما ضمن مجموعة من الخطوات التي تنتهجها الحكومة الأمريكية لوضع العالم على أعتاب عهد يمهد لإخلائه من الأسلحة النووية. ويأتي توقيع أوباما عقب إعلان حكومته يوم الثلاثاء عن استراتيجية جديدة تحد من حالات لجوء الولاياتالمتحدة إلى استخدام أو التلويح باستخدام القوة النووية لتقتصر فقط على تلك الدول التي تمتلك أسلحة نووية دون التزام بمعاهدة الانتشار النووي. وتقضي الاستراتيجية الجديدة بالتزام واشنطن بعدم إجراء أي تجارب نووية جديدة وتمضي حكومة أوباما في سياستها للحد من انتشار الأسلحة النووية والحد من فرص وصول أي مواد نووية إلى أيدي ما تصفها واشنطن بالأنظمة المارقة أو العناصر الإرهابية، حيث تستضيف في واشنطن يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين قمة نووية يشارك فيها قادة ورؤساء حكومات ووزراء خارجية 47 دولة. ومن المقرر أن يتم التوقيع على المعاهدة الروسية الأميركية الجديدة في قلعة براغ التاريخية وفي الذكرى الأولى للخطاب الذي ألقاه أوباما هناك وتعهد فيه بالعمل على خلق عالم يسوده السلام والأمن ويخلو من الأسلحة النووية. كما يعقد أوباما اجتماعا مغلقا مع ميدفيديف قبل التوقيع على المعاهدة ثم يلتقي بعد ذلك على مأدبة عشاء مع 11 من زعماء دول شرق ووسط أوروبا. ويتوقع أن تتضمن المحادثات محاولات لإقناع روسيا بالانضمام إلى الجبهة الدولية التي تحشدها واشنطن لتوقيع عقوبات أشد صرامة على إيران. وتبدو روسيا على موجة واحدة مع الولاياتالمتحدة من حيث مبدإ العقوبات إلا أنه لم يتم بعد التوصل إلى ماهية ومضمون هذه العقوبات التي ربما يكمن الشيطان في تفاصيلها. وستحل المعاهدة الجديدة محل معاهدة ستارت 1 التي انتهى العمل بها في 5 ديسمبر الماضي. وتقضي المعاهدة الجديدة بتخفيض عدد الرؤوس النووية لدى البلدين بمقدار الثلث بحيث لاتتجاوز 1550 رأسا لدى كل منهما فضلا عن تخفيض طفيف في عدد الرؤوس النووية المحمولة بالغواصات وأيضا في أنظمة إطلاق هذه الأسلحة.