في جلسة امتدت أكثر من ثلاث ساعات كانت عبارة عن رحلة سافر فيها طلبة نادي الاعلام الرياضي الى عالم الكرة البرتقالية ليغوصوا في أروقتها ويتعرّفوا الى خباياها ويكشفوا أبرز أسرارها عندما صافحوا عشية الاثنين ثلاثة من أبرز وجوه كرة السلة في تونس: مدرب المنتخب الوطني «عادل التلاتلي» كان حاضرا بحماسه وغيرته على رياضة كرة السلة وعلى موقعها بين الرياضات الاخرى. ورئيس مصلحة الرياضة بقناة نسمة «قيس رقاز» كان ضيفا مدججا بعشقه الكبير لهذه اللعبة وسعيه الى نشرها بين الجمهور الرياضي. و«مختار غيّازة» جاء من النجم الرادسي وجلب معه طموح لاعب شاب ينظر الى أفق كرة السلة بعين حالمة. ثالوث أثث نادي الاعلام الرياضي الذي اختار في هذه المرة أن يحتفي على طريقته بالمشاركة الاولى في تاريخ منتخب كرة السلة التونسية في مونديال تركيا الذي سيقام من 28 أوت إلى 12 سبتمبر 2010. وهي استضافة تتزامن مع تنظيم الحملات الانتخابية في صلب الجامعة التونسية للكرة التونسية حتى تشفى من سقمها، بل ليثبتوا أن هذا المنبر الاعلامي ليس حكرا على رياضة دون أخرى بل هو قادر على طرق أبواب كل الرياضات الاخرى. وكانت البداية مع مشاركة منتخب كرة السلة الوطني وترشحه للمرّة الاولى في تاريخه في كأس العالم التي ستقام بتركيا 2010 حيث قدم المدرب عادل التلاتلي لمحة عن برنامج التحضيرات التي سيجريها منتخبنا الوطني استعدادا لعرس كرة السلة العالمي وستستهل هذه التحضيرات في العشرين من جوان المقبل لخوض عشرين مقابلة ودية كما سيشارك ثمانية عشر لاعبا في سلسلة هذه التربصات التي ستقام في كل من ايطاليا في بداية جويلية ثم فرنسا لتكون الوجهة فيما بعد أمريكية فتونسية لتحط طائرة المنتخب الوطني رحالها في تركيا قبيل خمسة أيام من افتتاح هذه التظاهرة الكبرى. ويعول منتخبنا الوطني على تشكيلة هامة ستضم أيضا كلا من «فابيان دور» «ومهدي لابيري» و «عبد الله جولا»... الوصول الى تركيا وملاقاة العمالقة أهم من الفوز... كما أكد المدرب الوطني «عادل التلاتلي» أن المشاركة ستكون أهم من الفوز والترشح في حد ذاته خصوصا أنها المرة الأولى التي تقتطع فيها تونس بطاقة الترشح لكأس العالم لتحذو حذو منتخبات من الوزن الثقيل لها من التجارب والتقاليد العتيدة في ميادين وقاعات كرة السلة ما يجعلها سباقة الى نيل الفوز والظفر باللقب، فالمجموعة الثانية تضم كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا والبرازيل وكرواتيا وايران ويكفي أن نذكر الولاياتالمتحدة التي تعد مسقط رأس كرة السلة التي نشأت وترعرعت بين أحيائها وقاعاتها. وقد أكد السيد عادل التلاتلي أن مباراة تونس والمنتخب الأمريكي سوف تمثل حدثا بالغ الأهمية سيتابعه أكثر من 85 مليون مشاهد من محبي كرة السلة. ومقابل ذلك أكد الاستاذ المشرف على نادي الاعلام الرياضي «الصادق التواتي» أن بلوغ تونس مثل هذه الأدوار لا يقتصر فقط على مجرد «المشاركة من أجل المشاركة وانما تتجاوز ذلك بكثير لتترك بصمتها الى جانب عمالقة كرة السلة كما أبرز الأمل الذي علقته الجماهير التونسية على هذه الرياضات النخبوية القادرة على رفع راية تونس وتمثيلها أسمى تمثيل في مثل هذه المحافل الدولية فرغم تجربتنا التونسية المتواضعة في هذا المجال فإن منتخبنا بدا يخطو خطوات ثابتة وراسخة ولعل ما حققه في نوفمبر 2008 وتحديدا لدى مشاركته في الكأس العربية الثامنة عشرة لكرة السلة خير دليل على ذلك. الثقافة الاحترافية ضرورة حتمية لا تخلو جلسة يكون فيها السيد «عادل التلاتلي» ضيفا من الحديث عن مدى أهمية العقلية الاحترافية والتعايش الايجابي مع المجموعة والثقافة الرياضية ودورها الكبير في العقلية الاحترافية والتعايش الايجابي مع المجموعة والثقافة الرياضية ودورها الكبير في تنمية الطموح لدى اللاعب وجعله يتوق الى تحقيق الفوز بعيدا عن التفكير في الربح المادي. وقد دعا في هذا الخصوص الى ضرورة تعميم هذه السلوكات وترسيخ هذه الثقافة التي تفتقدها الساحة الرياضية التونسية عامة وميادين كرة القدم على وجه الخصوص من خلال الاقتداء بتجارب أكبر الاندية الاجنبية فقد بات الافتقار الى الروح الرياضية واساءة فهم «الاحتراف سببين رئيسين في الفشل والخيبة. عادل التلاتلي شعار الانضباط عزّز لاعب منتخب كرة السلة «مختار غيازة» مداخلة مدربه عندما قدم لمحة وجيزة عن طبيعة العمل مع السيد «عادل التلاتلي» وثمّن لديه هذه السمات، وقد أكد أيضا أن العمل تحت لوائه يقوم أساسا على الاحترام المتبادل بين جلّ أفراد الفريق ولاسيما بالتركيز على الانضباط والدقة في المواعيد اللذين من شأنهما أن يرفعا من قيمة اللاعب وأن يسموا به الى درجة الاحتراف الفعلي. التلاتلي: كرة القدم استنزفت- باقي الرياضات وكعادتهم، فإن طلبة نادي الاعلام الرياضي لم يغفلوا عن جذورهم الاعلامية لتحظى صاحبة الجلالة بركن خاص من هذه الاستضافة. ففي الأثناء شدّد «عادل التلاتلي» على أهمية دور الاعلام الرياضي في ترويج هذه الرياضة التي بدأت تكتسب شعبية كبرى يوما بعد آخر والتعريف بقواعدها وتبسيط أساليبها للمتلقي. وفي المقابل اعتبر المدرب الوطني أن حقوق لعبة كرة السلة مهضوم أمام الاهتمام المكثف ببعض الرياضات الأخرى وقد خصّ بالذكر كرة القدم التي أبرز أنها تحظى بنصيب الأسد على جميع الأصعدة إعلاميا وماليا، فلم تُخصص سوى 255 مليون من أجل تحضيرات المنتخب الوطني لكرة السلة وتربصاته وهو ما اعتبره التلاتلي غير كاف بالمرة. قيس رقاز: السلة ليست ملكا لأي صحفي وفي الاطار نفسه أكد الاعلامي ورئيس مصلحة الرياضة بقناة نسمة المغاربية «قيس رقاز»، أنه ليس من السهل على أي صحفي أن يكتب ويحرّر ويتحدث عن كرة السلة دون أن يتشبع بقواعدها وقوانين لعبها وهنا أبرز ضرورة التخصص في هذا الميدان. كما أكد الصحفي «قيس رقاز» الذي طالما كان قريبا من جل أعضاء المنتخب الوطني والذي عايشهم لحظة بلحظة في أغلب التظاهرات التي شاركوا فيها أن عشاق كأس العالم لكرة السلة سيكونون على موعد هام من أجل مساندة المنتخب وتشجيعه على مواصلة المثابرة حتى تبلغ كرة السلة التونسية أشواطا هامة وتتعدّى أدوارا متقدمة وتحقق موقعا بين الرياضات الشعبية الأخرى. وتعود بعض أسباب التقصير في إيلاء لعبة كرة السلة الأهمية الجديرة بها على حدّ اعتبار المدرب «عادل التلاتلي» الى النظام التعليمي ككل، إذ أن تلاميذ اليوم ليس أمامهم متسع من الوقت لممارسة بعض الأنشطة الرياضية نظرا لالتزاماتهم الدراسية الأمر الذي أدى الى اندثار الرياضة المدرسية وتبخر بعض الأندية الجامعية. كما أبرز المدرب الوطني تحامله الشديد على الفهم الخاطئ لكرة القدم وسوء توظيف هذه الرياضة على الشكل المطلوب، فهي لعبة نبيلة تخلق جوّا من التعاون والتوافق والتوازن بين أفراد الفريق الواحد، لكنها أصبحت اليوم تحيل الى العنف والتعصب والنعرات التي تساهم في تكريسها تلك الأهازيج والشعارات البالية التي ترددها يوميا ألسنة بعض المشجعين. يسرى ونّاس: نادي الاعلام الرياضي