كشف رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الروسية الجنرال نيقولاي ماكاروف أن لدى الولاياتالمتحدة واسرائيل خططا لتوجيه ضربة عسكرية الى إيران كاجراء أخير لوقف برنامجها النووي وأن بلاده على علم بهذه الخطط، لكن طهران جدّدت أمس تهديداتها باستهداف مصالح أي جهة تعتدي عليها. وفي مؤتمر صحفي عقده في موسكو قال ماكروف إن هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الروسية تعلم بالخطط الامريكية والاسرائيلية لضرب ايران وإنها تعتبر هذا الاجراء غير جائز. تحذير لكن الجنرال الروسي أشار في الوقت ذاته الى أن ظهور سلاح نووي لدى إيران سيشكل حافزا للعديد من الدول الاخرى وسيؤدي الى اتساع «الدائرة النووية». وأوضح ماكاروف أن وزارة الدفاع الروسية تعارض امتلاك إيران أو غيرها السلاح النووي. واعتبر مراقبون ان هذه هي المرة الاولى التي يصرّح فيها مسؤول روسي كبير بمثل هذا التصريح على الرغم من أن وسائل الاعلام الروسية اعتادت ان تردّد مثل هذه المعلومات. وفي ما يتعلق بتوريد منظومات الدفاع الجوي الروسية «إس 300» الى ايران قال الجنرال ماكاروف إن «قرارا بخصوص توريد هذه المنظومة يجب ان يتخذ على المستوى السياسي». وأضاف أن «القرارات» من هذا القبيل تتخذها قيادة الدولة بينما نقوم نحن العسكريون بتنفيذ الاوامر الصادرة عنها». وكان الجنرال ميخائيل ديمتريف رئيس هيئة التعاون العسكري في روسيا، قد ذكر في وقت سابق أن المباحثات الروسية الايرانية حول توريد «إس 300» الى ايران ستتواصل، وشدّد على أن العقد المبرم مع طهران بهذا الشأن لم يتم فسخه». تهديدات في الأثناء هدد قائد القوات البرية في الجيش الايراني العميد أحمد رضا بوردستان بأن بلاده ستستهدف مصالح اي بلد يعتدي عليها والدول الداعمة له. ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية عن بوردستان في مؤتمر صحفي عقده أمس قوله إن «إيران لن تدخل في أي حرب مباشرة مع الأعداء بل ستدافع عن أرضها من خلال استهداف مصالح البلد المعتدي والدولة التي تدعم المعتدين». وحذر بوردستان الدول من مساندة ودعم أي عدوان محتمل يشن ضد بلاده، قائلا « في حال تعرضنا لاي هجوم عسكري فعندها سنستهدف كافة مصالح البلد المعتدي في المنطقة وسنرد بشكل مناسب على أي دولة تدعم هذا العدوان». وتابع «قواتنا لديها القوة والاستعداد الكافيان للدفاع عن حدودنا ولن تسمح بدخول اي اجنبي الى داخل البلاد واخذت بالحسبان حرب الاستنزاف لمواجهة العمليات الحاسمة والسريعة التي قد يلجأ اليها العدو». وأكد بوردستان أن تواجد القوات الامريكية بافغانستان في المستقبل البعيد يشكل تهديدا لطهران التي اتخذت الاجراءات اللازمة لمواجهة اي عدوان يشن ضدها على حد قوله. ورأى أن ظروف القوات الاجنبية المتواجدة حاليا في المنطقة ليست مناسبة، لاسيما انها تواجه تحديات كبيرة في العراق وافغانستان، قائلا ان «هذه القوات لا تستطيع فتح جبهة ثالثة ضد نظام قوي كالنظام الايراني وان تهديداتها لا تعدو كونها تهديدات اعلامية يراد منها اعادة معنويات قواتها». وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما كشف الثلاثاء الماضي عن الاستراتيجية النووية الجديدة لبلاده والتي تحصر الظروف التي يمكن ان تلجأ فيها الى استخدام السلاح النووي مستثنيا ايران وكوريا الشمالية.