نظمت إدارة المطالعة هذا الملتقى الدولي في صفاقس في نطاق فعاليات معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل، وقد كان دأبها دائما أن تزيد عرس كتاب الطفل بصفاقس بهجة واشعاعا بتنظيم حفل توزيع جوائز مسابقة ابداعات الأطفال السنوية والتي يتميز فيها كل سنة فتيان وفتيات من كامل جهات الجمهورية صارت أسماؤهم لامعة في مجال الأدب والفعل الثقافي أمثال: سمر المزغني، سامي وناس، عبير الذويبي، فاتن عتيق بحار، نورشان الجوادي، وئام روين، ميساء الرخيص وغيرهن وغيرهم كثير... وقد جاء هذا الملتقى لينعقد في دورته الاولى وذلك من أجل تفعيل كل الطاقات الفاعلة والوسيطة بين الكتاب والقارئ، في نطاق الخطة الوطنية للترغيب في المطالعة التي تسير عليها الوزارة منذ زمن والتي ستتطور برامجها وتتوسع مجالات تدخلها اثر الاستشارة الوطنية حول المطالعة والكتاب. وقد شارك في تنظيم هذا الملتقى: المندوبية الجهوية للمحافظة على التراث بصفاقس سفارة فرنسا بتونس معهد التعاون الفرنسي جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة والكتاب. وقد تضمنت الدورة الاولى لهذا الملتقى تسع مداخلات: 1) الجزء الاول من المداخلات: «أهداف جمعيات المكتبات والمعلومات وبرامجها لتطوير الخدمات» (الاستاذة لبنى الطرابلسي مديرة مكتبة كلية الطب). دور جمعية المكتبيين بفرنسا والجمعيات المهنية في النهوض بالمطالعة والمكتبات العمومية (السيدة دنيال شنتورو Danielle Chantereau) (فرنسا). دور جمعية «الفرحة بالمطالعة» «La joie par les livres» في تنمية القراءة والمكتبات العمومية (السيدة ألين ايزينڤار Aline Eisenegger). دور جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل في دعم الكتاب والترغيب في المطالعة: «الاستاذ عبد الرزاق كمون» الجزء الثاني للمداخلات. 2) الجزء الثاني من المداخلات: دور مركز ثقافة الطفل في النهوض بالكتاب (الأستاذ وائل عوض) من مصر. «المكتبة والجمعية» نحو ترسيخ لدور المكتبة في مجتمعها المحلي وتكريس روح المبادرة (الاستاذ يوسف سعيدان). الجامعة الوطنية لجمعيات أحباء المكتبة والمكتبات ودورها في النهوض بالكتاب والمكتبات والمطالعة (الاستاذ بلقاسم بالحاج علي). جمعية أحباء المكتبة والكتاب بقفصة الواقع والآفاق (الأستاذ سالم العبيدي). وقد انقسم مضمون المداخلات الى قسمين رئيسيين: 1 التجارب الميدانية التي قامت بها الجمعيات في وسطها المحلي والدولي من اجل تطوير المطالعة وتوسيع حلقة أحباء الكتاب. وتبدأ هذه التجربة من حلقة حكاية في مكتبة الى استضافة كاتب الى تحويل مكتبة الى فضاء خارجي والى تنظيم معرض كتاب واقامة ندوات عالمية والتفاعل مع مؤسسات تربوية كبيرة جامعية مثل المعهد الأعلى للفنون الجميلة وكلية الآداب لإضافة وحدة «أدب الطفل» (جمعية معرض صفاقس لكتاب الطفل) الى تحول جمعية من جمعية الى مصلحة حكومية لما لها من اشعاع وقدرة فعل (الفرحة بالكتاب)، وتأسست اثرها جمعية أدباء «الفرحة بالكتاب» التي أعادت للجمعية اشعاعها وفاعليتها وجعلتها دولية وأسست لها مجلات ومواقع. وصارت رسولا للكتاب والثقافة واللغة الفرنسية في العالم. أما من أهم الانشطة الجمعياتية المكتبية نذكر تجربة «المكتبة الوطنية الفرنسية» التي قامت بدراسات حول القراءة بفرنسا وعلاقة الفرنسي بالحاسوب واستغلت تلك الدراسة لتطوير أنشطتها الافتراضية فصار القارئ يجد أشياء كثيرة على الواب مما أعاد القراء الى المكتبة، التي دعمت نشاطها الثقافي بمهرجان للسينما وغيره. وقد أعادت هذه الجمعيات المكتبية النظر في الكتاب الموجه للطفل وعملت على تطويره بالتكوين الموجّه للكاتب والرسام والناشر والحكواتي وقد نشأت سلاسل جديدة للشباب في شكل ومحتوى جيدين وكذلك إحداث مجلات لكتاب الطفل والمهنيين... أما الجانب الثاني فيتمثل في النواحي القانونية ومجال تدخل هذه الجمعيات وميزانيتها وعلاقاتها فيما بينها... ونسجل النشاط الراقي والجيد للعديد من جمعيات أحباء الكتاب والمكتبات بالبلاد التونسية مثل: المنستير، المهدية، نابل، ڤفصة، توزر، سيدي بوزيد، ڤابس... من أهم التوصيات: تطوير التواصل بين الجمعيات عن طريق موقع واب. المحافظة على دورية هذا الملتقى الدولي الذي يسمح بتبادل الخبرات. تنظيم دورات تكوينية للناشطين. تطوير الاعلام والتعريف بالانشطة والمبادرات لتشجيع القرّاء والرواد وأحباء الكتاب... تكوين مراكز ثقافة الطفل لما لها من استقلالية في الفعل واتساع في مجال التربية.