انتخب المؤتمر القومي العربي لدى اختتام دورته الحادية والعشرين في بيروت يوم السبت الماضي عبد القادر غوقة أمينا عاما خلفا لخير الدين حسيب الذي كان قدم استقالته لأسباب شخصية. وكان حسيب انتخب أمينا عاما في الدورة السابقة ولمدة ثلاث سنوات فيما كان غوقة نائبا له. وقد دعا المؤتمر القومي العربي في بيانه الختامي الذي جاء في 16 صفحة وتناول كافة قضايا الوطن العربي الرئيسية ومهامه في المرحلة القادمة إلى ضرورة دعم المشروع النهضوي العربي باعتباره دليلاً لنضالاتها الراهنة والمستقبلية، وطريقها نحو المستقبل الذي نريده، ومنطلقا للتفاعل الإيجابي مع مشروعات الجوار الإقليمي التي تربطنا معها علاقات مصالح مشتركة تفرض وحدة الموقف العربي كما تفرضه وحدة الوعي العربي. وأدان المؤتمر القومي العربي في بيانه الختامي ما سماه «صمت وعجز النظام الرسمي العربي عن الذود والدفاع عن القدس وكل فلسطين،» كما أدان ما سماه «تواطؤ النظام الرسمي العربي مع العملية السياسية» والسلطة التي تمثلها في العراق التي اتهمها بأنها «رأس حربة الاحتلال الأمريكي للعراق»، وقال البيان إن المخططات الصهيو الأمريكية التقسيمية التي تستهدف مصر والسودان ومصالحهما الاستراتيجية في مياه النيل وغيرها، تفرض على المؤتمر القومي العربي أن يعمل على مواجهة هذه الأخطار وأن يمارس دوره كمرجعية قومية، وأن يدفع الشعب العربي إلى الوعي بخطر الصمت على هذه النُظُم العربية التي باتت منعزلة عن طموحات وحاجات شعوبها. وكان المؤتمر قد افتتح دورته الحادية والعشرين يوم السادس عشر من الشهر الجاري بكلمة من رئيس الوزراء اللبناني الاسبق الدكتور سليم الحص دعا فيها إلى تفعيل التعاون العربي المشترك في إطار اتحاد أو وحدة. وطالب الحص في كلمته التي القاها نيابة عنه الوزير اللبناني السابق عصام نعمان، بردم الهوات التي تباعد بين الشعوب العربية على المستويات التربوية والمعيشية والتنموية. كما ألقى الامين العام لمؤتمر الاحزاب العربية عبد العزيز السيد كلمة باسم مؤتمر الأحزاب العربية وجه فيها التحية إلى الاف الأسرى الفلسطينيين بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني. كما توجه بالتحية إلى الأردن وسوريا لإلغائهما رسوم العبور بينهما، داعيا إلى إتباع هذه الخطوة بأخرى لإلغاء الجوازات. من جهته اعتبر المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي منير شفيق أن تراجع النفوذ الأمريكي على المستويين الدولي والإقليمي ناتج عن فشل الولاياتالمتحدة في إقامة نظام عالمي أحادي القطبية وفي احتلاليها للعراق وأفغانستان. وتحدث الامين العام للمؤتمر القومي العربي خير الدين حسيب عن الاعمال التي انجزها المؤتمر خلال العام الماضي وأهمها تعزيز التواصل بين الامانة والاعضاء وتفعيل اجتماعات الاعضاء الدورية في كل قطر عربي وقيام منتديات ثقافية عربية يمولها الصندوق القومي العربي بإشراف اعضاء من المؤتمر. كما تم خلال جلسة الافتتاح تقديم ملخص عن تقرير «حال الأمة» السنوي الذي أعده «مركز دراسات الوحدة العربية» ويتألف من 12 قسما يتوزع عليها الإطاران الدولي والإقليمي وقضايا النظام العربي والصراع العربي الإسرائيلي والدراسات القطرية فضلا عن تطور الاقتصادات العربية. وفي ما يتعلق بالجزء الخاص بتطورات المشهد الفلسطيني تطرق التقرير إلى التفاعلات الاسرائيلية الفلسطينية واستمرار الاعتداءات الاسرائيلية والتصعيد ضد القدس والاقصى، مشددا على ضرورة انجاز المصالحات للتخفيف من حدة الاحتقان على الساحة الفلسطينية. وتناول التقرير أداء الاقتصاديات العربية مفصلا تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية على الاقتصاديات العربية ومحللا مؤشرات النمو والتضخم في البلدان العربية باعتبارها من اهم المؤشرات الدالة على حالة الاقتصاد. وأكد المؤتمر القومي العربي في بيانه الختامي «باستحالة الوصول إلى سلام عادل مع الكيان الصهيوني، ليس فقط من منطلق تمسكه بالحقيقة المؤكدة التي ترى أن الصراع مع هذا الكيان هو صراع من أجل الوجود وليس صراعا حول الحدود، ولكن أيضا من منطلق إدراكه أن السلام، كما أكد العديد من قادة العدو، ليس خيارا إسرائيليا، وأن وجود الكيان الصهيوني وأمنه وتوسعه هو هدفه الاستراتيجي ومشروعه الأساس؛ لذلك، فإن المؤتمر القومي العربي يجدد تأكيد التزامه بشمولية الصراع ضد الكيان الصهيوني والتزامه بخيار المقاومة وتحرير فلسطين، كل فلسطين، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وتحرير كل الأراضي العربية المحتلة، على أنها الخيار العربي الوحيد لمواجهة وإسقاط المشروع الصهيوني». وناقش أعضاء المؤتمر القومي المشروع النهضوي العربي الذي عرض ملخصا له منذر سليمان رئيس وحدة صنع القرار في مركز دراسات الوحدة العربية تضمن صيغته الجديدة التي أنجزها المركز بعد جهد دؤوب لأكثر من ثلاثة عقود، حرص فيه منذ البداية على مشاركة التيارات الفكرية العربية الأساسية من قوميين وإسلاميين ويساريين وليبراليين، حتى يأتي ممثلا نظرة الأطياف الفكرية والسياسية كافة ويكون مشروعا للأمة جمعاء لا لفريق منها دون الآخر. وأكد المجتمعون أن المشروع النهضوي الذي تتطلع إليه الأمة اليوم يستوعب كافة الأهداف والمطالب التي حملتها عدة أجيال عربية في العهد الحديث والمعاصر وناضلت من أجل إنجازها.