صعّدت واشنطن من لهجتها تجاه سوريا محذّرة من أن كل الخيارات مطروحة في التعاطي معها إذا ما تبيّن ان دمشق زوّدت «حزب الله» اللبناني بصواريخ «سكود» لكنها عبّرت في الوقت ذاته عن رغبتها في إقامة علاقات ديبلوماسية قوية مع دمشق. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إن الولاياتالمتحدة ستشعر بالقلق البالغ حقا اذا سلّمت سوريا مثل هذه الأسلحة المتطوّرة الى «حزب الله». تحذير جديد وأضاف المسؤول الأمريكي انه «إذا صحّت تلك الأنباء فسيتعيّن علينا دراسة كل الأدوات المتوافرة لنا من أجل جعل سوريا تصحّح هذا العمل الاستفزازي» على حد زعمه. وتابع فيلتمان في جلسة استماع في الكونغرس «لقد أظهرت الولاياتالمتحدة في السابق أنها قادرة على التحرّك وأعتقد ان كل الخيارات مطروحة في هذا الشأن». إلا أن فيلتمان وغيره من المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قالوا إنهم لا يزالون في طور التحقيق في الأنباء التي زعمت أن سوريا نقلت صواريخ «سكود» الى «حزب الله». وكانت الولاياتالمتحدة استدعت الاثنين الماضي ارفع ديبلوماسي سوري في واشنطن للاعراب عن قلقها بشأن تلك المزاعم. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي «نواصل دراسة هذه المسألة». وشدّد فيلتمان على أنه حان الوقت لإعادة السفير الأمريكي الى دمشق قائلا إن واشنطن تحتاج الى خط اتصال مباشر مع القيادة السورية وهي تصنع قرارات قد يكون لها آثار إقليمية خطيرة. انتقادات وقد تعرّضت جهود الرئيس الأمريكي باراك أوباما للتقارب مع سوريا لانتقادات حيث عبّرت لجنة في الكونغرس عن شكوكها في صواب هذا التقارب على خلفية مزاعم نقل دمشق صواريخ «سكود» الى «حزب الله». واستجوب أعضاء لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي كبير ديبلوماسيي حكومة أوباما للشرق الأوسط زاعمين ان تصرفات سوريا التي تنطوي على تهديد تُلقي شكوكا بشأن الجهود الرامية الى تحسين العلاقات بين الجانبين. وقال النائب الديمقراطي أليوت أنجل متسائلا «هل لدينا حقا سياسة نحو سوريا، وهل هي تحقق مصالحنا»؟ وحثّ على اتخاذ موقف أمريكي أكثر صرامة تجاه الرئيس السوري بشار الأسد بسبب مزاعم نقل الصواريخ. من جانبه قال النائب الجمهوري دان بيرتون إن «الأمر كما لو كان بصقة منهم في وجوهنا» مشيرا الى ما سمّاه «التحرّكات السورية التي تتعارض مع مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها ومنهم إسرائيل». لكن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت ان من مصلحة واشنطن إقامة علاقات ديبلوماسية قوية مع دمشق. وأضافت كلينتون ان إدارة أوباما تنظر بأهمية بالغة الى ضرورة ارسال سفير لها الى دمشق، رغم مخاوفها من «عرقلة الحكومة السورية لعملية السلام في الشرق الأوسط» على حد تعبيرها.