تحتفل تونس مثل سائر دول العالم بيوم الكتاب وحقوق المؤلف، هذا اليوم الذي يتزامن في بلادنا مع انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب في دورة جديدة، تتوج كعادة سابقاتها، الكتاب وتحتفي بالمؤلف . دورة تواصل البحث، مثل سابقاتها، في عالم الكتابة والقراءة وما يواجهه من تحديات ومن صعوبات، ان على مستوى انتاج الكتاب نفسه، او على مستوى رواجه وخاصة اقبال القارئ عليه . وتلك اهم القضايا التي يواجهها الكتاب في عصرنا، بعد ان نجح المهنيون، نسبيا، في التعامل مع مصاعب الورق والطباعة والنشر والتوزيع، ولم يعد ذلك يمثل عائقا كبيرا امام وصول الكتاب الى قارئه . فالاقبال على المطالعة وعلى الكتاب، وخاصة في صفوف الناشئة، بات بعيدا كل البعد في بلداننا العربية، عن العصور التي لعب فيها هذا الكتاب دورا رئيسيا في نشر العلم والمعرفة، من ناحية، وفي نقل ذلك العلم وتلك المعرفة بين الامم ، من ناحية اخرى . وعلى الرغم من كل المبادرات التي تم اتخاذها من قبل الهيئات والجهات الرسمية للتحفيز على المطالعة ولإعادة الاعتبار لدور الكتاب، فان عزوف الناشئة يظل ملفتا للانتباه . صحيح ان الظاهرة عالمية، وتجد بعض ما يبررها في الثورة الاتصالية وما أفرزته من وسائل ووسائط معرفية سريعة ومتعددة، صرفت الانتباه عن المطالعة، بما في ذلك الكتاب الالكتروني نفسه، الا ان الظاهرة جديرة بمواصلة الدراسة والبحث . والهدف هو معالجة هذا القصور البارز، في ضوء التراجع الملحوظ على مستوى التحصيل الدراسي عموما، لمعرفة ما اذا كان العزوف عن المطالعة، سببا من اسباب ذلك التراجع، ام ان التراجع في التحصيل الدراسي وفي نوعية الكتب والبرامج والاساليب التعليمية الدراسية، هو السبب في فتور حماس الناشئة للمطالعة ... معرض الكتاب الدولي هو مناسبة سنوية تحظى بكل العناية والتبجيل في بلادنا، وقد دأب رئيس الدولة على رعاية المعرض وتعهد الكتاب واهله بالدعم والاهتمام، وما توليه الدولة من اهتمام وعناية بالشان الثقافي ، ينبغي ان يكون حافزا للقائمين على الثقافة عموما وشؤون الكتاب والكتابة خصوصا، لمزيد العمل من اجل ايجاد الاجابات الشافية لهذه الاشكالية، وتقديم الحلول والافكار الناجعة والعملية لها . كما ان ذلك ينبغي ان يكون دافعا لتفعيل الزخم الذي يفرزه المعرض في كل دورة، واستثمار هذا الزخم على مدار السنة، حتى لا يتحول المعرض الى سوق سنوية للكتاب، يغلب عليها البيع والشراء فقط .