ليس كما كنتُ أراه كان خفيفَ الظل أعارتهُ البصرة سحنتها لبس الفلّ، تزين بالنخل وبالريحان.. ومشى فوق الشط، يطلُ جميلا ويوزعُ أشعارا وهدايا من دست خليل البصره جدّ الأوزان. ينهمرُ اللؤلوُ من عينيه على عشب النهر فينمو، يضحك. يزبدُ ملقى النهرين، ويراودُ دالية الأشعار على نفسه من زمن، ما ذاق النهرُ عذوبةَ هذا الدمع الفتان ما بالُ السياب. غادرَ جيكورَ وراح نسيَ الشعرَ على ضفته تحت الشجر العاري ومشى عُد يا بدرُ الى شعرك قبل الطوفان كم كان يحنّ ليبصرَ بغداد نبيّه ينقدُها من فرح الغزلان لكن.. عيناه رثتها من خلف جدار الأزمان ما بالُ السايب... مُضنى وثقيل الخطو أراه كيف أعيدُ له طقسه لقصائده أرغن دجله بشفتي نيسان والشاعر لا يقرأ الا نفسه من بين سطور الألوان إني منتظرُ يا صاح جمالك يأتيني من دون استئذان منتظر لا بُدّ ستأتي ما أخلف صيفُ وعده في حضن الرمان وعزوق النخل تباشر فيه أنوثتها من خلف الكثبان... كانت قد عريت سيقان النهرين من الفستان... عريت دجلة من طحلبها حتى الطحلبُ في دجلة حلو وجميل كان إني منتظر طمي فراتك يغرقُ كل الحيتان منتظر لن يبقى حوت واحد يتشاءبُ في خوص البصرة لن يبقى حيا ذئبُ الخلجان... حسن جعفر نور الدين