لقد بات واضحا وعاريا ومكشوفا أن لا «المفيوزيون» من قطاع الطرق أرضا، وبحرا، وجوّا، ولا قراصنة البحر من «القرنيين الافريقيين» ولا عصابات الحشيش والأفيون والهيروين من بلاد الصفر إلى بلاد البيض ولا كل العصابات الخطيرة التي تمارس نشاطها على جغرافية الأرض هم الأخطر على الشعوب. وإنما الأكثر خطرا هي العصابات التي باتت تمارس تحركها على جغرافية الأمخاخ البلهاء والعقول الهشة والنفوس الضّحلة كأن ينتصب أحدهم «عرّافا عالميا» ويمارس القفز العالي على تلك الأمخاخ والعقول والنفوس. ويتنبأ بنتيجة مباراة الكأس لكرة القدم قبل إجرائها ويرمي بالملح في «ركائب» اللاعبين ويصبح أشهر من ملعب على رأسه شمروخ عند الدراويش، أو كأن ينتصب عرّافا لا بما في صدور الناس. وإنما بما في صدر الأرض من كنوز ويسلب من جيوب أتباعه كنوزه مستعينا بحفر عقولهم. في ظلماء أمخاخهم وأوج نوم همة نفوسهم. آخر ما ظهر في الأشهر الأخيرة من جديد «يقربع» أمخاخ مستعملة خردة «دوريجين» «D›origine» تبحث في أسواق الخردة عن الهواتف الخردة من نوع نوكيا 1100. وكلها أمل في الاستحواذ على أموال البنوك والبورصات والشركات في العالم بهذا الهاتف الخردة الذي يشاع أنه بيع في أوروبا بحوالي 54 مليونا تونسيا حسب تجار سوق المنصف باي. فهلا تكون هذه الحكاية شركا لأصحاب العقول الخردة بهذا الهاتف الخردة؟ كل ما أعرفه وأدركه وأعيه في هذه القضية هو أن «الريزو طايح» فكرا وأخلاقا. ولهذا «نعتذر عن عدم الحصول على مخاطبكم في الوقت الراهن الرجاء إعادة طلبكم لاحقا»...