هدد زعيم حركة «طالبان» باكستان أمس في شريط فيديو بمهاجمة كبرى المدن الأمريكية في غضون أيام. ولم تكن غرابة الخبر في محتواه، فقد تعودنا على مثل هذه الأخبار مع الأمريكان خاصة حتى أصبحت تعد خبزنا اليومي. سبحان اللّه، فهو الوحيد الذي يحيي العظام وهي رميم، على الأقل في تصورنا العقائدي، لكن طلع علينا الأمريكان أمس بنظرية جديدة تقول إن العالم الواقعي وحده تنطبق عليه هذه القاعدة، لكن في العالم الافتراضي تنفرد أمريكا والحركة الصهيونية بإحياء من تشاء وقتل من تريد. فمنذ أشهر خلت أعلن عن مقتل قائد الحركة وقبل خلفه أحرّ التعازي من أنصار هذا التنظيم وأشد التهديدات من أعدائه، لكن اضطرت أمريكا الى إعادة إحياء حكيم الله محسود بعد أن أصبحت ورقة بن لادن مستهلكة لدى الرأي العام العربي والأمريكي والعالمي وأصبح اللعب بهذه الورقة بمثابة توجيه أصابع الاتهام الى الحروب الأمريكية في أفغانستان والعراق. تمجدت قدراتك يا هوليوود، فكل التهديدات صورت على مسارحك وبكاميراواتك واحتضنت استوديوهاتك كل الأوراق «الارهابية» الأمريكية من رامبو إلى بن لادن الى محسود والزرقاوي، تحيي وتقنع وتمهد للحروب. وبالرغم من رداءة الانتاجات المخصصة للترفيه، إلا أنّ هوليوود تظل قمة المسارح السياسية الأمريكية والعالمية. فهي من أعدّت الرأي العام العالمي إلى غزو العراق وهي من جعلت من بن لادن رمزا «للارهاب» العابر للقارات رغم أننا نعلم أنه كان من أعز أصدقاء الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، بل وكانا شريكين في العديد من المؤسسات. وفي الختام وجدنا أنه من الضروري أن ننبه إلى بعض الأخطاء ليتم تداركها في الأفلام القادمة، فمحسود وإن سلم الرأي العام بأنه على قيد الحياة لا يمكن بأي حال من الأحوال ومهما كان المتلقي غبيا أن يعطي للعالم خارطة المواقع التي سيدعي أنه سيفجرها. ثانيا كان من المفترض أن لا يتم تصوير محاولة تفجير سيارة فاشلة في نيويورك والجميع يعلم أنه ستنطلق بها أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة نزع السلاح النووي، فقد يظن البعض (لا سمح الله) أن أمريكا تحاول تحويل أنظار المجتمعين عن النووي الصهيوني بمسلسل جديد عن «الارهاب» والتفجيرات والأمن «القومي» والأمن الصهيوني وغيرها من الاسطوانات التي يجب أن تتخلص منها مخازن هوليوود. هناك ملاحظة ثالثة وهي أنه ليس من الضروري أن يقلد أوباما سلفه بوش الابن في كيفية ظهوره في مسلسل 11 سبتمبر وأن يكرّر أيضا نفس الكلام حتى أننا تصورنا أنها إعادة إخراج لنفس الرواية والأهداف.. وإن كان الأمر كذلك فاسمحوا لنا بأن نقول إن قدرات أوباما ومحسود الفنية كانت هزيلة جدا ولا ترقى الى مستوى آداء بن لادن وبوش الابن.