الحملة الإنتخابية البلدية بقرقنة ليست عادية لعدة اعتبارات، أولها أن مجلس البلدية السابق تم حله واستبداله بنيابة خصوصية، ثاني الأسباب دخول المعارضة الوطنية لأول مرة في مجلس بلدي كان حكرا على الحزب الحاكم، ثالث الأسباب إثارة موضوع اغتيال ابن الجهة الزعيم فرحات حشاد إعلاميا من جديد .. كل هذه الأسباب مما ذكرنا و مما لم نذكر تجعل الانتخابات البلدية بقرقنة تكتسي أهمية خاصة.. «الشروق» رصدت أمس الثلاثاء تفاصيل الحملة الانتخابية للتجمع الدستوري الديمقراطي بمنطقة «العباسية» مسقط رأس الزعيم الشهيد فرحات حشاد.. كل الأجواء توحي في قرقنة بوجود حدث مميز يعيش على وقعه الأرخبيل، فلا حديث في المقاهي إلا عن الانتخابات البلدية التي فاجأت تفاصيلها الجميع خاصة بعد تقدم قائمتين من الأحزاب الوطنية المعارضة لخوض غمار الانتخابات في جهة ورغم عمقها النضالي لم تتعود إلا بالحزب الحاكم في مجلسها البلدي.. المعارضة بقرقنة ممثلة في قائمة لحزب الخصر يترأسها السيد فيصل كعنيش وقائمة للوحدة الشعبية يترأسها السيد أنور زريدة.. أصحاب القائمتين وحسب مصادرنا لم يكن لهم أي نشاط سياسي يذكر بالجهة، وقد خيروا عنصر المفاجأة لخلق تعددية لأول مرة في تاريخ مجلس بلدية قرقنة التي يعود تأسيسها إلى سنة 1974.. قائمة التجمع الدستوري الديمقراطي تضم مجموعة من خيرة ناشطي التجمع بالأرخبيل ويترأسها المهندس المعماري منصور عمارة، القائمة تضم السادة سالم بن سالم وعبد السلام بن سليمان وعبير بن عمر والهادي خشارم والطاهر حشاد وألفة الزبيدي ومسعود الزيدي ومحمد بن رابح ساسي وصابر السويسي ونجلاء الشيخ ومبروك عبد الرزاق ومحمد عمار بربح وعائشة قاسم ورضا قديش ونبيهة يوسف. من ضمن هؤلاء ،ستسقط أربعة أسماء لتترك المكان للأحزاب الوطنية المعارضة التي ستحصل على 4 مقاعد لأول مرة في تاريخ بلدية قرقنة التي حل مجلسها في دورته الأخيرة و عهدت مسؤولية البلدية لمعتمد المكان السيد بوصراية الحراثي في إطار نيابة خصوصية يجمع كل أهالي المنطقة على نجاح أعضائها في مهامهم وباقتدار كبير.. كل هذه التفاصيل استحضرها رئيس قائمة التجمع السيد منصور عمارة في كلمته أمام عائلة وأقارب وأصهار عائلة الزعيم فرحات حشاد بمنطقة العباسية بقرقنة بعد كلمة كاتب عام جامعة قرقنة السيد الهادي خشارم الذي أبرز بالخصوص دور المواطن في إنجاح العمل البلدي ودور أهالي الجزيرة في انجاح مشاريع بن علي المتعددة.. كلمة رئيس القائمة السيد منصور عمارة عرفت «من حيث يؤكل الكتف» واتجهت مباشرة للحديث عن دور الزعيمين حشاد وعاشور لتقف بعدها بإطناب شديد عند دور التجمع الدستوري الديمقراطي في الحياة السياسية والبلدية بفضل السياسة الإستشرافية لصانع التغيير الرئيس زين العابدين بن علي الذي زار قرقنة في صائفة 2008 وخصص لها مجلسا وزاريا نتج عنه العديد من الإنجازات عددها المتحدث في أجواء حماسية ألهبت الحضور من شباب و كهول ونساء وشيوخ غص بهم الفضاء بالعباسية قبل التحول إلى منطقة الكلابين .. برنامج الحملة الانتخابية للتجمع بجزيرة قرقنة جاء متنوعا وثريا ويعكس تجانس القائمة وتناغمها وتوقها للرقي بالعمل البلدي بجزيرة أنجبت الزعماء حباها الرئيس بن علي وخصها بالعديد من المشاريع الرئاسية والإنجازات مما حول وجه الجزيرة التي تتوق لتتحول إلى أكبر منتجع أيكولوجي وسياحي بضفة البحر الأبيض المتوسط.. قرقنة إذن وفي غمرة الحديث عن مستقبل وردي ينتظرها، وماض مجيد يشرفها تسجل لأول مرة في تاريخها تعددية في مجلسها البلدي تجسيما لتوجهات الرئيس بن علي في خلق مجالس بلدية تعددية تقوم على الديمقراطية واحترام الرأي المخالف..