في شكل أنيق ومضمون ثري ومتميز، أصدرت دار النشر للمغرب العربي العدد السادس من مجلتها الفصلية المستقلة «المغرب الموحد» التي طرحت، كالعادة مواضيع آنية مبهمة ذات صلة مباشرة بتطلعات وانتظارات القارئ المغاربي لا سيما طرح ملف الاغتيالات السياسية التي شكلت الجانب المؤلم في الذاكرة المغاربية الى جانب عدد آخر من القضايا المغاربية المطروحة والهامة أيضا. وتجدر الاشارة الى أن مجلة «المغرب الموحد»، أصبحت تصدر بدورية شهرين لكل عدد بدل الثلاثية التي اعتاد عليها القارئ المغاربي طيلة السنة الاولى من اطلاق هذا المشروع، وينتظر أن تمر الى الدورية الشهرية مع بدايات شهر مارس 2011. الاغتيالات السياسية في الذاكرة المغاربية... ويرتكز محور الاهتمام في العدد الجديد من المجلة على ملف الاغتيالات السياسية التي تشكل الجانب المؤلم في الذاكرة المغاربية، عن طريق فتح ملفات وظروف وملابسات اغتيال كل من المناضل المغربي المهدي بن بركة والاطراف المستفيدة من اغتياله وكذلك اغتيال أحد رموز الثورة الجزائرية وهو محمد العربي بن مهدي الذي برز اسمه كقائد للمجموعات الفدائية التابعة لجبهة التحرير الجزائرية وقائدا لما يسمى بمعركة الجزائر بعد نجاحه في تأطير مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956، وظروف اغتياله من قبل سلطات الاحتلال الفرنسية، وصولا الى اغتيال فرحات حشاد الذي يعتبر رمزا للشهيد الوطني في تونس وكافة أقطار المغرب العربي، والذي تمت تصفيته صباح يوم 5 ديسمبر 1952 باعتباره كان يمثل «روح المقاومة» وآخر حصن للباي لرفض الرغبات الفرنسية». وطرح الملف أيضا دلالات استهداف «اليد الحمراء» لحشاد وباقي الرموز الوطنية التونسية والمغاربية التي أودت بها يد غادرة واحدة مما يتطلب تنسيق الجهود بين البلدان المغاربية من أجل تجريم هذه الاغتيالات دوليا لأنها جرائم ضد الانسانية وعمليات ابادة لا تسقط بالتقادم وتستحق الاثارة في المحكمة الدولية كما يتطرق الملف الى ظروف وملابسات اعدام المناضل الليبي الكبير عمر المختار الذي لم يتوان لحظة عن اتباع سبيل الجهاد من أجل دحر المحتل عن أراضي بلاده. وطرح الملف أيضا مسألة اصرار فرنسا على ضرب جدار من السرية على جرائم الاغتيالات السياسية التي نفذتها خشية فضحها لدى الرأي العام العالمي وقد طرح العدد الجديد من المجلة عديد الملفات الاخرى التي لا تقل أهمية عن هذا الملف والمتعلقة أساسا بالمسائل والقضايا المغاربية المطروحة وكذلك القضايا الدولية والاستراتيجية. ويحتوي هذا العدد أيضا على اطلالة مميزة من الحقوقي التونسي أحمد الكيلاني الذي كتب عن الدول العربية وتحاملها مع الاقليات فيها كما يتعرض العدد الى مسألة تأثير اسبانيا رئيسة الاتحاد الاوروبي لفترة الستة أشهر الحالية على المنطقة المغاربية ورؤيتها لها. والى جانب ذلك تحتوي النشرية على لقاء مع السيد الهادي الجيلاني أحد أهم المؤسسين للاتحاد المغاربي لرجال الصناعة الذي تحدث عن اشكاليات تأسيس مشاريع مغاربية مشتركة عشية انعقاد الملتقى المغاربي لرجال الاعمال. أما في الباب الفكري والثقافي فيطرح العدد على القراء حوارا مطولا مع المثقف وعالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب الى جانب مقالات في الاختصاص لكتاب وشعراء من الدول المغاربية.