صدر عن دار النشر للمغرب العربي مؤخرا العدد الخامس من المجلة الفصلية الجامعة التي تعنى بشؤون الاتحاد المغاربي «المغرب الموحد» في شكل جديد، وبمحتوى ثري جريء بما تضمّنه من ملفات ومواضيع هامة تمثل مصدر انشغالات الرأي العام في المنطقة المغاربية عموما. ويتمظهر هذا الاتجاه نحو طرح القضايا الشائكة والبحث فيها في محاولة للاسهام في وضع «لبنة أولى في صرح الوحدة المغاربية المأمولة» من خلال اختيار موضوع «القاعدة في المغرب العربي، ظروف نشأتها، وتأرجحها بين العنف والمراجعات، بعد ادراك حقيقة الواقع المعاش» وطرحه للدراسة والتحليل من قبل كتّاب متخصصين في الظاهرة في الباب المخصص لملف العدد. مشكل مطروح انطلاقا من الوعي بأهمية دراسة ظاهرة وجود القاعدة ببلدان المغرب العربي والتهديد الذي تمثله على الأقطار المغاربية فقد سعى القائمون على صياغة مضمون مجلة «المغرب الموحد» الى توسيع الباب المخصص لملف العدد الذي خصص كما أشرنا سابقا الى دراسة وتحليل هذه الظاهرة وهو ما حاول رصده وتحليله 7 من الكتّاب المتخصصين في الظاهرة والعارفين بخفايا هذا الملف الشائك والمعقّد والخطير على أمن واستقرار الأقطار المغاربية. وقد تم تخصيص 20 صفحة لهذا الموضوع الذي يستوجب تضافر كل الجهود والطاقات لتجنيب شباب المنطقة التورّط في نشاط هذه الجماعة. وقد قدّم الكتّاب قراءة لهذه الظاهرة «الارهاب في الأقطار المغاربية» والتي تُبيّض ساحة دول الاتحاد المغاربي من المغالطات التي تقول بأنها «مصدّر الارهاب في القارة الافريقية». وقد جاء على لسان رئيس تحرير المجلة السيد اسماعيل بولحية ان «ماضي المنطقة يشهد بأنها كانت تُصدّر العلوم والحضارة الى أوروبا لا الارهاب، كما يعمل على ترسيخه الغرب وتحديدا اليمين الأوروبي المتطرّف، مستفيدا من الحرب الدائرة منذ تسع سنوات على الارهاب». ومن هذا المنطلق، أصبح تواجد القاعدة في البلدان المغاربية مدعاة الى التدخل في شؤون المنطقة باسم تحقيق الامن المشترك. وهو الاتجاه الذي ذهب اليه المحللون الذين أبرزوا أن هذه الجماعة تتأرجح بين العنف والعودة الى المراجعات والحوار والتسليم بالواقع المعاش، كما حدث مؤخرا في موريتانيا مثلا. قضايا مطروحة بعد ظاهرة الارهاب تطرّقت النسخة الخامسة لمجلة «المغرب الموحد» الى طرح قضايا لا تقل أهمية عن ظاهرة الارهاب وتمثّل أيضا مصدر انشغال العرب والمسلمين جميعا، وليس الأقطار المغاربية حصرا، وتتمثل في قضية منع بناء المآذن في سويسرا وتأثيراتها على المسلمين من مواطنين ومهاجرين في الأصقاع الأوروبية، فيما تتمثل القضية الثانية في رجوع باراك أوباما عن وعوده الانتخابية بخصوص عديد الملفات وأبرزها الملف الأفغاني. وكما اهتمت المجلة في جزء آخر منها بتخصيص مساحة أوسع للفكر والثقافة عبر مجموعة من المقالات المتنوعة. وتجدر الاشارة الى ان مجلة «المغرب الموحد» ستمر بداية من هذا العدد من الوتيرة ربع السنوية الى وتيرة الشهرين، في انتظار المرور الى وتيرة الصدور الشهري في الذكرى الثانية لبداية صدورها.