تونس الصباح: من لم تسمح له الظروف بمواكبة منتدى الذاكرة الوطنية الذي دأبت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات على تنظيمه منذ سنوات سيجد في الكتاب الجديد "سيمنارات الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر" الوارد في 354 صفحة باللغة العربية و58 صفحة باللغة الفرنسية ضالته وسيطالع تفاصيل ضافية لعدد من الشهادات التاريخية.. ومن فاتته متابعة منتدى الفكر المعاصر حول دور المؤسسات العلمية في الحوار والتبادل المعرفي الأورو مغاربي يمكنه قراءة الحصيلة في كتاب آخر ورد في 146 صفحة باللغة العربية و242 صفحة باللغة الفرنسية. ونقرأ في القسم العربي من كتاب منتديات الذاكرة الوطنية وتاريخ الزمن الحاضر تقديما مطولا للدكتور عبد الجليل التميمي تحت عنوان جدلية تمثل الآخر للحقيقة التاريخية عبر منتديات الذاكرة الوطنية.. وضمن محور فضاءات النضال والمقاومة نطالع ورقات حول مساهمة بنزرت في الحركة الوطنية وحول التداعيات السياسية والاجتماعية لحرب بنزرت على المجتمع التونسي سنة 1961.. كما نقرأ عن دور صفاقس في الحركة الوطنية وعن دور القيروان وعن عمليات نزع الأسلحة من الثوار سنة 1954. وتطرق عدد من المؤرخين وشهود العيان والمناضلين لسيرة الزعيم الهادي شاكر كما دار بينهم نقاش ساخن حول شخصية الزعيم صالح بن يوسف وخاصة حول ملابسات اغتياله.. ونقرأ في الكتاب الجديد شهادات مثيرة للسادة الصادق بن جمعة ونجيب البوزيري ومحمد عز الدين والطيب التريكي.. هذا وكان منتدى الذاكرة الوطنية قد تطرق إلى قضايا التربية والتعليم خلال الفترة الممتدة بين سنتي 1968 و1987 ودعا الى هذه المناسبة الأستاذ الهادي خليل الذي يمثل أحد الفاعلين في ملف التربية خلال أكثر من ثلاثين سنة.. أما القسم الفرنسي من الكتاب فنطالع فيه شهادة تاريخية للسيدة آمال بن عبا حول تجربتها الشخصية في حركة آفاق اليسارية أومجموعة "برسبكتيف" وورقة عنوانها من يذكر اليوم معهد الدراسات العليا في تونس للأستاذ محمد العربي بوقرة.. وردا للأستاذ نجيب البوزيري على السيد الباجي قايد السبسي وشهادة الدكتور رشيد التراس رئيس بلدية بنزرت الأسبق حول حرب بنزرت.. التبادل الأورو مغاربي "دور المؤسسات العلمية في الحوار والتبادل الأورو مغاربي".. هذا هو عنوان الكتاب الثاني الذي أتحفتنا به مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات وهو يلخص النقاشات التي دارت بين عدد كبير من الباحثين والمثقفين الذين واكبوا أشغال منتدى الفكر المعاصر وكانت "الصباح" قد وافتكم بتفاصيله خلال أيام المؤتمر.. ونطالع في القسم العربي من الكتاب ورقة للمؤرخ عبد الجليل التميمي تحت عنوان "نحو التأسيس لعقلنة المشاريع الأورو مغاربية" إلى جانب الكلمات الافتتاحية للمؤتمر.. كما يعثر متصفح الكتاب على بحوث حول دور المجتمع المدني في الاتصال الثقافي مع الدول الأوروبية وحول مراكز البحوث الأجنبية في المغرب العربي ومساهمتها في تطوير البحث العلمي وحول المؤسسة الفرنسية الإسلامية مستشفى ابن سينا ببونيي وحول إشكاليات التبادل الثقافي بين أوروبا والمغرب العربي وحول مجلة آفاق مغاربية وحول المساهمة العربية الإسلامية في علم الاجتماع الثقافي. كما نطالع ورقات أخرى عن ما بعد الحداثة وتعدد الثقافات وعن المجتمع المدني العربي هل هوقوة ثالثة؟ وعن دور الجامعات المغربية في الديبلوماسية الثقافية وعن مآزق المغرب العربي في علاقاته مع أوروبا. ووردت في القسم الفرنسي والإنقليزي للكتاب دراسة حول مستقبل الحوار الثقافي والعلمي الأورو مغاربي وعدة مباحث حول أوروبا والمغرب العربي همزة وصل أم فصل؟ ومن التعددية الثقافية إلى الاختراق الثقافي وحول التعاون العلمي الأورمغاربي رهان ذو حدين وحول أهمية المبادلات العلمية بين أوروبا والمغرب العربي في العصر الرقمي وحول صدام الحضارات وحوار الثقافات.. الكتابان إذن ثريان بالبحوث وزاخران بعصارة فكر نخبة من الجامعيين والباحثين والمؤرخين والمناضلين.. وهما حريان بالمطالعة.