كلّ المؤشرات كانت توحي بموسم استثنائي لفريق الملعب التونسي الذي كانت انطلاقته موفقة بعد تحقيقه لأفضل النتائج خلال مرحلة الذهاب واحتلاله للمركز الثالث خلف الثنائي التقليدي مما جعل أغلب الملاحظين يرشحونه للمراهنة بجدية على لقب البطولة وغذى في ذات الوقت آمال وأحلام أحبائه في عودة فريقهم إلى منصات التتويج. كلّ الأرقام كانت شاهدة على بوادر النجاح والأجواء المنعشة التي عاشها الفريق في الشطر الأول من الموسم كانت تؤشر منطقيا لبلوغ الأهداف لكن فجأة تغيّر حال الفريق وخفت بريقه بعد تراجع نتائجه وانقلبت تشجيعات جماهيره إلى عاصفة من غضب طالت الإطار الفني والهيئة المديرة وحتى اللاعبين من دعائم الفريق على غرار خالد الزعيري الذي حرصنا على استضافته للغوص في عديد المسائل التي تخص حاضر ومستقبل الفريق وتخصه شخصيا. ضعف الرصيد البشري في مستهل حديثه عن وضع فريق الملعب التونسي وسبب تراجع نتائجه في الأمتار الأخيرة من مشوار البطولة والكأس حدثنا المدافع خالد الزعيري عن محدودية الرصيد البشري خاصة على مستوى خط الهجوم الذي شكل نقطة ضعف الفريق في هذا الموسم في غياب مهاجم محنّك يمكن أن يمنح الإضافة على مستوى استغلال الفرص وتجسيم السيطرة التي يفرضها أبناء «البقلاوة» على منافسيهم وأضاف محدثنا «لا يمكن أن نحمّل مسؤولية تراجع النتائج إلى طرف دون سواه لقد اجتمعت عديد العوامل منها الإصابات والغيابات المتكررة بالإضافة إلى تقطعات البطولة في تقلص مردود الفريق وهنا لا بد من التأكيد على القيمة الفنية للمدرب الفرنسي «لوفيغ» الذي غير في ظرف وجيز وجه الفريق وساهم في بناء أعمدة فريق قوي ومتماسك لكن أعتقد أن ذاكرة الأحباء قصيرة حيث حمّلوا المدرب مسؤولية انسحابنا من الكأس بعد أن كانوا يلقبونه ب«الجنرال المنقذ». ماذا بعد الإهانة والتجريح؟ عن طبيعة العلاقة بينه وبين البعض من جماهير «البقلاوة» خاصة في الفترة الأخيرة يضيف محدثنا بشيء من التأثر «لقد حزّ في نفسي كثيرا ما تعرضت له في الفترة الأخيرة من انتقادات لاذعة وصلت إلى حد الإهانة والتجريح ولم يتورّع البعض عن شتم والدتي المتوفاة مما جعلني أصاب بالإحباط وأفقد لذة اللعب صحيح أن جمهور «البقلاوة» صعب المزاج ويريد النتائج لكن لسائل أن يسأل ما هو حجم الدعم المعنوي والمادي الذي قدمه لنا حتى يطلب منا الألقاب؟ فالفريق لمن لا يعلم يعيش ضائقة مالية وهي من أبرز الأسباب التي أعاقتنا عن تحقيق أهدافنا...». حملة موجهة ضدي حول ما إذا كان تصدّع العلاقة بينه وبين فئة من الجماهير مردها الأخبار المتواترة حول عزمه المغادرة نحو فريق آخر أجاب محدثنا «قطعا لا، فالمشكلة القائمة بيني وبين فئة من الأحباء ليست لها علاقة باعتزامي الرحيل أو لتراجع مردودي أنا أعلم جيّدا أن هناك حملة منظمة ضدي من أجل إقصائي وإبعادي من الفريق وتحركها طبعا بعض الأطراف منذ أول موسم لي مع الأكابر وذلك لغاية في نفسها وأقول لهؤلاء أني استطعت افتكاك مكاني في الفريق عن استحقاق ولم أجنح للأساليب الملتوية ولا الوساطات و«الفاهم يفهم». أريد تغيير الأجواء عن احتمالات بقائه في الملعب التونسي لموسم آخر يواصل محدثنا «رغم أن هناك عقدا يربطني بالفريق لموسم آخر فإني صراحة أريد الرحيل وتغيير الأجواء لا يمكنني الحديث عن وجهة محددة لكن كل ما أستطيع قوله إني لم أعد أشعر بالراحة، ومن حقّي أن أحول وجهتي نحو الفريق الذي يُلبي طموحاتي المادية والفنية لأني مسؤول عن عائلة وأبحث عن ضمان مستقبلي». عرض الترجي موجود حول صحة الأخبار التي ترجّح انتقاله للترجي يقول الزعيري «اتصالات الترجي ورغبة مسؤوليه كانت قائمة منذ أن كان طارق ذياب مسؤولا في الفريق وقد تجددت في الفترة الأخيرة عبر قنوات شبه رسمية لكن لا شيء مؤكد إلى حد الآن ومع ذلك سيبقى الأمر بيد الرئيس محمد الدرويش الذي لا أعتقد أنه سيعارض فكرة خروجي...». لا مشاكل لي مع بلال يكن بخصوص طبيعة علاقته بزملائه وبالمدافع بلال يكن قال محدثنا «علاقتي طيبة بكل اللاعبين وخاصة بلال يكن فهو شخص ولاعب «متربي» وما أشيع حول التنافس الموجود بيننا فهو تنافس نزيه والبقاء للأفضل». لست بضاعة حتى يسوّقها البعض ويضيف محدثنا «هناك فئة ربطت ظهوري في التشكيلة الأساسية بحرص الهيئة على تسويقي في «الميركاتو» القادم وأقول لهؤلاء الزعيري ليس بضاعة للتسويق ثم أني أستحق مكاني في التشكيلة بفضل العمل والجدية وحبي للانتصار ولا أظن أن «لوفيغ» سيجاملني لأنه ببساطة «جينرال». مدرب المنتخب ظلمني اختتم الزعيري حديثه معنا بالغوص في موضوع المنتخب الوطني حيث أضاف بتأثر كبير «لقد ظلمني الإطار الفني للمنتخب ولم يمنحني شرف الانضمام إلى الفريق في الوقت الذي كنت أشعر فيه بأني في قمة العطاء، الحقيقة أن المنتخب أصبح حكرا على لاعبي الفرق الكبرى وبعض اللاعبين من خارج حدود الوطن مهما كانت قدراتهم الفنية وإمكاناتهم ولا أعلم إلى الآن ما هو المشكل القائم مع لاعبي الملعب التونسي؟ وأسباب «الفيتو» المرفوع في وجوهنا هل لأنه ليس هناك من «يتكلّم عنّا» ويفرضنا على الجميع؟ أم سيكون علينا التحول إلى فرق أخرى أو اللعب في الأقسام السفلى خارج حدود الوطن حتى يلتفتوا إلينا؟».