دخل المحيط القرقني في سبات عميق ومتواصل وقد كان في المواسم الفارطة قاب قوسين أو أدنى من مزيد التدحرج لولا التفاف جماهيره التي انتشلته من الغرق انتشالا ليستعيد أنفاسه وحتى بتكاتف الظروف وتهيئتها في هذه السنة فرّط في صعود كان في المتناول وأضاع البوصلة وخرج مبكّرا من دائرة الصراع. منذ بداية الموسم أكّد المحيط أنه منافس بارز على الصعود بعد أن تضافرت الجهود تزامنا مع استعادته اللعب بملعب فرحات حشاد بقرقنة والحضور الجماهيري مع توفّر زاد بشري مقبول عموما تعزّز في «الميركاتو»، وبتقدّم الجولات كل الدلائل كانت تشير الى امكانية تحقيق حلم الصعود. خطأ فادح ومنعرج حاسم نزولا عند رغبة بعض اللاعبين والمسؤولين وضغط بعض الجماهير تم بعد لقاء قصر هلال في الجولة الثامنة ارتكاب «هفوة» كبرى بالتخلي عن المدرب الكفء فاخر الطريقي الذي أعطى طابعا خاصا للفريق وفرض الانضباط فيه، وحتى وإن تعثّر المحيط في بعض المقابلات بدا واضحا ان اضاعة المهاجمين لأهداف سهلة كان المتسبب الوحيد فيها ولعل ما يؤكد هذا اقرار جل الأطراف في نهاية الموسم بمن فيهم من ساندوا قرار تنحية المدرب بأنه فعلا كان الخطأ القاتل وأبرز أسباب تعطّل عجلة الدوران والتفريط في الصعود. الانضباط أو «تعليق الصباط» أحد أهم الاسباب التي أجّلت صعود المحيط هو تسيّب لاعبيه وتطاولهم في أحيان كثيرة ولا مبالاتهم الدائمة. وهذا الموسم ولا سيما بعد مغادرة المدرب فاخر الطريقي ظهر بوضوح التسيّب في التمارين وداخل الفريق ككل بشكل لافت، ومن باب الذكر لا الحصر تدخين البعض بصورة طبيعية ومتكررة في حجرات الملابس ولكن المعيب حقا ما أقدم عليه في المباراة الاخيرة أحد اللاعبين على دكّة الاحتياط حين أشهر سيجارته على الملإ وأشعلها دون أن يحرّك الممرن أو أحد المسؤولين ساكنا ولعل تهاون هؤلاء هو سبب البلية وأصل الداء والمطلوب مسك دواليب الفريق بقبضة حديدية ومعاملة الكل على حد السواء والاستغناء عن لاعبين اثبتت المواسم انهم لن يضيفوا الا المشاكل في حين يزخر الفريق بشبّان بامكانهم تقديم الاضافة المرجوة متى تمّت الاحاطة بهم. اجتماع وبرنامج عمل قصد تقييم شامل ودقيق والنظر في أسباب التعثّر والبحث عن حلول كفيلة بترتيب البيت القرقني إداريا وفنيا عقدت الهيئة يوم الثلاثاء الفارط اجتماعا لعلّ أبرز ما تطرّقت اليه هو فرض الانضباط وانشاء لجنة فنيّة برئاسة المنجي المكي وعضوية كل من منصور لرقش وفيل بوطبّة وحمزة بعتي وبعض الوجوه الشابةوأوكلت إليها مهمة وضع برنامج عمل وإرساء استراتيجية واختيار مدربين أكفاء لأصناف الشبان إذ أن الجميع متّفقون على الانصراف أوّلا الى العمل القاعدي مع العلم أن النيّة متجهة نحو الاتفاق مع المدرب جميل قاسم في صورة عدم تجديد عقده مع أحد الفرق بالسعودية إضافة الى مواصلة محمد الحاجي رئاسة الفريق.