كشفت تقارير صحفية أمس عن مدى قوة المساعي الإيرانية لنشر الفكر الشيعي وتصدير مبادئ الثورة الخمينية الى افريقيا، مشيرة الى ان التشيع ينتشر في دول غرب القارة السمراء بسرعة غير مسبوقة. ودق خبراء مصريون ناقوش الخطر، مؤكدين على ضرورة منع ايران من توسيع مناطق نفوذها ومصالحها في المنطقة، لما لذلك من أثر سلبي على مصالح الدول القريبة من منطقة القرن الافريقي وعلى رأسها مصر والسعودية من ناحية ودول الخليج من ناحية أخرى. ودعا الخبراء الدول العربية والاسلامية الى زيادة وجودها في الدول الافريقية وعدم ترك الساحة فارغة أمام ايران فقط. وعلى صعيد متصل نقل موقع «شيعة نيوز» الالكتروني عن محمد دار الحكمة وهو من أبرز رجال الدين في غينيا قوله ان التوجه نحو التشيع في تنام مطرد في دول غرب افريقيا. وأوضح دار الحكمة لدى لقائه مع مسؤول ضريح الإمام الحسين في كربلاء بالعراق ان عدد الشيعة في غرب القارة السمراء يبلغ الآن أكثر من 7 ملايين شخص، مضيفا انه تم تأسيس ما يسمى ب«مجمع شباب أهل البيت» في غينيا. وأشار الموقع ان الشيخ محمود عبد ا& ابراهيم الذي تحول من المذهب السنّي الى الشيعي عام 2004 التقى مسؤولي الحوزة العلمية في «قم» وأعطى شرحا عن وضع الشيعة في جزر القمر وقال انه «في عام 2006 عندما بدأنا التبليغ للتشيع لم يكن حتى شخص واحد ينتمي الى الشيعة، لكن الآن هناك اكثر من 100 شخص أصبحوا شيعة». وللتذكير فقد سعت ايران خلال السنوات الخمس الماضية الى تعزيز وجودها الاستراتيجي والاقتصادي والثقافي في افريقيا وذلك وسط تنافس على النفوذ بين الدول العربية وايران وكيان الاحتلال الصهيوني على القارة التي تتمتع بموارد مائية كبيرة، كما تتمتع بمصادر نفيسة مثل الالماس والذهب واليورانيوم والبترول. وقد دفع الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بلاده بقوة نحو اقتحام الساحة الافريقية، ويقول إنه لا يرى اي عوائق تحول دون توسيع روابط ايران مع البلدان الافريقية، وفي السنة الماضية توافد ديبلوماسيون وجنرالات من ايران الى افريقيا ووقعوا مجموعة كبيرة من الاتفاقيات التجارية والديبلوماسية والدفاعية.