«... لن أحيا على أطلال «شوفلي حل» ولن أعيش في جلبابه... نعم تعلمت منه الكثير... لكن لا أحبذ الوقوف عند هذا العمل وسوف أنجح في كتابات أخرى إن شاء الله... سأواصل الكتابة ل«دار الخلاعة» إذا ما تولّدت لديّ الافكار ونجح هذا السيتكوم... أعوّل على التواتي... و«السبوعي» أعطيته فرصة ليتطور. هذا ما انتقيناه من الحوار الذي جمعنا بالسيناريست حاتم بلحاج وصاحب السلسلة الرمضانية الناجحة «شوفلي حل» وعن السيتكوم الرمضاني الجديد «دار الخلاعة» وجديده في الكتابة كان له التصريح التالي: بعد 6 سنوات من الكتابة ل«شوفلي حل» ماذا بقي من هذا «السيتكوم» عند حاتم بلحاج؟ ذكريات لا ولن تُنسى... وانطباعات جيدة... وعلاقات طيبة وأشياء أخرى بقيت من «شوفلي حل» لكن لن أحيا على أطلاله ولن أعيش في جلبابه. ومهنيا...؟ تعلمت منه الكثير، خلّف لي «الضمار»... وكيف أتعامل مع نفسية الانسان، وكيف أنفذ ظواهر اجتماعية جديدة وأطوّعها لعملي مثل «الأنفلوانزا» والازمة الاقتصادية العالمية وغيرهما من ظواهر العصر خاصة أننا نحيا اليوم في عصر الرقم أي ما يهم البورصة والدولار وليس عالم الحرف وتوظيف الشخصيات لذلك اخترت أن تكون الشخصية المحورية خبيرا في المحاسبات وهو ما يوحي بالحسابات... كذلك في دار الخلاعة اعتمدت أيضا على الحوار المقتضب على عكس شوفلي حل وهذا الامر مقصود لأن «كريّم» (بطل السلسلة) مازال لا يعرف جيدا أهل زوجته أي أن الشخصيات مازالت تعيش حالة تعارف... هل أصبح السؤال حول شوفلي حل يغضبك؟ لا أبدا، نجاح «شوفلي حل» يفرحني لكن لا أحبذ الوقوف عند هذا العمل... ومثلما كتبت لهذا السيتكوم ونجحت سوف أنجح في كتابات أخرى إن شاء الله؟ ويخيفك أيضا هذا النجاح؟ لا يخيفني بل يحفّزني على مزيد الاجتهاد وتقديم الافضل للجمهور والبحث دائما في الجديد. لماذا لم تحافظ على نفس الفريق الناجح؟ أردت أن «أكسّر» مع «شوفلي حل» وأعطي فرصة لممثلين جدد حتى أستطيع أن أوظف طاقات إبداعية جديدة. لكنك حافظت على كمال التواتي؟ حافظت على كمال لأني في حاجة الى قيمته الفنية... هو من الفنانين الكبار في البلاد... ويساعدني كثيرا في العمل... والجمهور يطالب به. لماذا استغنيت إذن عن «السبوعي» وهو من الشخصيات المحبذة للجمهور والناجحة في السلسلة؟ أعطيته فرصة حتى يتطور أكثر وإذا ما حافظت عليه سوف أسقط حتما في الكتابة للسبوعي. ما لاحظناه أيضا بعد مشاهدة لقطات من دار الخلاعة أن كمال التواتي مازال أسيرا لشخصية سليمان الأبيض في بعض الحركات؟ هذا طبعا دون أن نسقط في الحكم المسبق؟ هذا صوته وهذه شخصيته لكن مما لا شك فيه أن لكمال قيمة فنية ثابتة تستطيع أداء كل الادوار وتقمّص أي شخصية تقترح عليه. هل تشعر أنك بدأت تدفع ضريبة نجاح 6 سنوات من شوفلي حل؟ لا... هو نجاح سوف يدوّن في مسيرتي... وسيبقى في الذاكرة... هو فخر لي. بل تحوّل الى هوية. هل أردت مواصلة الكتابة لهذا العمل؟ لا بالعكس في السنوات الاخيرة أردت التوقف عن الكتابة له لكن الممثلين خيّروا مواصلته وحتى هذه السنة. ولحسن حظي أني كنت المؤلف أي أستطيع أن أتحكّم في الكلام... كتاباتك أصبحت محصورة في السيتكوم لا غير؟ (يبتسم) «حصروني»... نحن لدينا 4 فضائيات فالخيار إذن ليس لي ومن ناحية أخرى هذا النوع أي السيتكوم مطلوب، وكتاباتي تتماشى مع هذا النمط خاصة وأن ما أكتبه أحسّه فهو يميل الى الجنس الصحفي من خلال مواكبة الاحداث والقرب الزمني. ألا تفكر في الكتابة الدرامية؟ لديّ الافكار لكن التلفزة طلبت مني «سيتكوم» لذلك هربت للمسرح حتى أنوّع في كتاباتي... لكن يبقى «الذمار» الوسيلة الوحيدة التي تنفذ بها الى قلوب الناس. وماذا عن عملك المسرحي؟ مسرحية جديدة مع كمال التواتي موضوعها الاساسي العلاقات الجديدة بين الاجيال... كمال هو المخرج وليس بالضرورة البطل... حاليا نحن بصدد القيام بالكاستينغ وسوف أتعامل مع وجوه جديدة لا تملك عقلية الاحتراف بل تتمتع بالموهبة وحب التمثيل... نعود الى دار الخلاعة، هل ستواصل الكتابة لهذا السيتكوم في الموسم القادم؟ لا أستطيع الحكم الآن، أتمنى النجاح للعمل أولا ثم إذا كان لدي الافكار فسوف أواصل. ما هي المراحل التي تمر بها في الكتابة ل: السيتكوم؟ لديّ طريقة عمل لا تتغير وإنما تتطور بتطور وسائل الاتصال مثل الانترنات... عملي مبنيّ على 3 مراحل: أولا: الفكرة وأنشغل بها لمدة 6 أشهر، أما المرحلة الثانية فهي المواقف، وأخيرا المرحلة الاهم الحوار، هذا العمل يتطلب مني الكثير من الوقت لأن هناك بعض الكلمات القديمة غير المفهومة كذلك الكلمات التي تحمل حروفا صعبة النطق، أحاول استبدالها بأخرى وهنا تكمن صعوبة المرحلة. هل توافق على تصرّف الممثلين في النص؟ المهم قبل بداية التصوير... أقول لهم إذا كان لديكم فكرة اعلموني بها ونتناقش فيها، لأن الارتجال أو الاضافة للنص في «البلاتو» يُضيّع الوقت. أنا لست ضد العمل الجماعي بل بالعكس أحبذ التعاون واختلاف الآراء لذلك اخترت ل«دار الخلاعة» مخرجين حتى يتبادلان الافكار وهو ما يولّد الابداع... أنصح بهذه الطريقة في العمل. هل أنت راض على العمل بعد أسابيع من التصوير؟ أكيد... بالرغم من أن الأيام الاولى كانت صعبة للغاية. لاحظنا أنك متواجد بمكان التصوير، هل تتدخل في عمل المخرج؟ لا أتدخل بل أنا موجود كمؤلف ومدير فني لكن لا أتجاوز صلوحيات المخرج. ما هي خصوصية «دار الخلاعة» بعيدا عن «الخلاعة» المتعارف عليها؟ «الخلاعة» سنة 2010... في السنة الفارطة زرت عديد العائلات في «الخلاعة» وما لاحظته أن المرأة هي المرهقة في الطبخ والتحضيرات في حين أن الرجل يتمتع بالشمس والبحر... ما أردت تبليغه هو تغيير هذه الفكرة لدى الرجل ليعين زوجته حتى لا تشعر المرأة بمدى حرمانها وحتى يستغلان «الخلاعة» بمفهومها الصحيح وتستمتع كل الاطراف. هذا طبعا الى جانب عدة قضايا أخرى جادة وطريفة سوف تكتشفونها في حلقات دارالخلاعة...