كثيرا ما يقال ان السيارة الشعبية هي رفيقة «الزوالي» لانخفاض ثمنها ولقدرة شريحة واسعة من التونسيين على اشترائها الا ان بعض هؤلاء سرعان ما يفرّطون فيها بالبيع لعدة أسباب قد تكون مالية او لغايات اخري. وتنقسم السيارات الشعبية الى نوعين اولهما التي يقع شراؤها عن طريق المؤسسات او الصناديق الاجتماعية وهي ذات 4 خيول ولا تباع قبل عامين واغلبها مستوردة، وثانيهما تلك التي يُوجد اغلبها في سوق السيارات وتكون عادة السيارات التي تبيعها وكالات كراء السيارات، كما توفر الصناديق والمؤسسات قرابة الثمانية آلاف سيارة في السنة يقع توزيعها على دفعات وهذا النوع ممنوع على اصحاب سيارات التاكسي والوكالات. الا ان ظاهرة البيع السريع لهذا النوع من السيارات ذات الاربعة خيول يبعث على التساؤل. ففي جولة في سوق السيارات بضاحية المروججنوب العاصمة تعددت الاراء بين المدح والذمّ. أغلب العازمين على بيع سياراتهم يوم الاحد اجمعوا على ان اسباب البيع هي إما الرغبة في تغيير السيارة او لأن ا لسعر المطلوب يكون دائما مضمونا لكثرة اقبال التونسيين عليها خاصة وأنها في متناول الجميع، وأشار احد المستجوبين الى أن هذا النوع رغم بعض عيوبه يبقى الاكثر اقبالا. الا ان هناك ايضا من احترز على هذا النوع من السيارات نظرا الى غلاء قطع غيارها في صورة تعطبها والى عدم سمك «الطولة» مما يجعلها قابلة للتأثر بأي صدمة وحتى ان وقع اصلاحها فلن تبقى بنفس المظهر الذي كانت عليه في أول مرّة. أحد السماسرة بسوق السيارات ابرز الفرق بين سيارات الوكالات والسيارات الاخرى المدعومة التي يمكن ايضا ان تحمل عيوبا وقال ان الوكالات تخرج سنويا من 800 الى 1000 سيارة لانها تغيرها باستمرار ومن المعلوم ان السيارات المؤجّرة تشتغل اكثر من غيرها لهذا فإن حالتها غالبا ما تكون الاسوأ على الاطلاق. وتتراوح الاسعار بسوق السيارات من 7 الاف دينار الى 12 الف دينار وهي في نظر البعض مرتفعة الثمن وفي نظر البعض الاخر العكس، فهم يؤكدون علوّها على كل انتقاد ويرجعون «رهافة الطولة» الى قابليتها للرسكلة ويبرز الفرق بينها وبين الموديلات القديمة. في حين يؤكد بعض الميكانيكيين بالسوق على عدم ثقتهم بالسيارات الشعبية اذ مع اول صدمة يبتدئ مسلسل التعطبات ومسلسل الانفاقات مؤكدين أن بعد عملية الدهن لا تدوم طويلا اذ بعد سنة من دهنها تتقشّر ثانية هذا اضافة الى الغلاء المجحف لقطعها الذي لا يقبله الحرفاء وهو ما يخلق مشكلا بين الحريف وصاحب الورشة. ولكن في الاخير تبقى السيارات الشعبية الملاذ الاخير لاصحاب «الدخل المحدود» ومكره اخاك لا بطل.