من كان يعتقد ان الاتحاد المنستيري الذي كان في مثل هذا الوقت من الموسم الماضي يستعد لطلب ود الأميرة ينزل اليوم الى الرابطة الثانية؟ ومن كان يعتقد ان هذا الفريق الذي طالما صال وجال تعود عليه أفعال أبنائه بالوبال؟ ومن كان يصدق ان هذا الصرح الذي تألق منذ موسم فحسب في ربوع الأقطار العربية يحيد اليوم عن الطريق السوية؟ لقد قمنا في الأسبوع الفارط بتحقيق حول ما وصل إليه هذا الفريق من أوضاع وقالوا ان الأسباب عديدة وتهم خاصة رحيل عدد من الركائز الأساسية وفشل الانتدابات وتعدد التغييرات على مستوى التسيير الإداري والفني والتفريط في ماهر الحناشي وعدم تعزيز الرصيد البشري خلال ميركاتو الشتاء والمظالم التحكيمية التي تعددت وخاصة خلال مرحلة الإياب. وكلها أسباب منطقية لا تقبل الجدل. ولكن جاء تصريح المدرب لطفي رحيم ليكشف عن الحقيقة المرة. وهي أهم الأسباب وأخطرها على مستقبل الفريق. لقد قالها بمرارة ان هناك أطرافا عملت ضد مصلحة الاتحاد وأنه لم يعد يعرف فريقه في الجولات الأخيرة وخاصة امام النادي الصفاقسي الذي لاح فيه تخاذل عدد من اللاعبين وضرب مثلا تمارض البعض في آخر دقيقة وتظاهر البعض الآخر بالإصابة خلال اللقاء وإهدار ضربات الجزاء وكأنه أراد ان يقول ان هناك أشياء مريبة وراء ما جرى وتلك المصيبة إذا دخلت الخيانة في صلب النادي. الحقيقة المرّة بعد هزيمة الترجي والنجم وجه احباء الاتحاد سهام النقد الى هذين الفريقين ورأوا في نتيجتي اللقاءين رائحة كريهة. ومهما كانت الحقيقة فلا يجب على هؤلاء ان يلوموا سوى أبنائهم، فما كان عليهم ان يعوّلوا لانقاذ أنفسهم على أحد لقد كان أمر الانقاذ بأيديهم الانتصار يكفيهم ولكننا رأينا لاعبين يتساقطون أرضا ويبقون وقتا يضيعون فيه دقائق من ذهب وكأنهم منتصرون وبفكرهم الخاص كانوا يعتقدون بأن أمر النجاة يتكفل به الغير وفي عقولهم المريضة ان الترجي والنجم لا ينهزمان فإذا بأبناء السباسب والأمل يعطيان في الصمود أروع مثل. النقطة القاتلة من نكد الدهر أن الاتحاد الذي كان ينطلق بأوفر حظوظ البقاء هو الذي ينهي الموسم في مؤخرة الترتيب بمجموع 26 نقطة اي بمعدل نقطة واحدة فحسب في كل لقاء. وكانت تكفيه نقطة أخرى ليضمن البقاء، لكنه أخطأ الحساب. ولو أن هذه النقطة اليتيمة اشترك في إضاعتها اكثر من طرف انطلاقا من ياسين حروش الذي منح الافريقي ضربة جزاء خيالية قرب «التوش» وحرمه في لقاء النجم من ركلة جزاء وتغافل عن اكثر من إقصاء مرورا بما فعله معه سليم بلخواص وسمير الهمامي ومحمد سعيد الكردي ورياض الحرزي وفؤاد البحري وصولا الى تمارض اللاعبين وتظاهرهم بالإصابة وإهدارهم لركلتي جزاء بطريقة غريبة وظهور العديد من اللاعبين في شكل عجيب ومريب.