يعتبر المدرب مرسي قطاطة من خيرة المدربين على الساحة الوطنية خاصة وأنه ترك بصماته في جميع الاندية التي أشرف على تدريبها سواء في تونس أو في الخليج الذي عاد منه هذه الايام وتحديدا من المملكة العربية السعودية تاركا انطباعات جيدة. «الشروق» التقت بهذا المدرب فكان الحوار التالي: كيف تقيم تجربتك الجديدة في التدريب بالسعودية؟ بعد السنوات الطويلة التي قضيتها بالمملكة أصبحت مطلوبا هناك ككل إطار تونسي يملك المؤهلات العلمية والاختصاص (أساتذة ومعلمو تربية بدنية ذوو شهائد درجة أولى وثانية وثالثة)... وأشرفت على تدريب نادي الجيل بالاحساء المنتمي للدرجة الثانية (ج) وهو صاعد حديثا من الدرجة الثالثة وتمكنت بعد 26 مباراة من تحقيق الصعود الى الدرجة الاولى المحترفة بعد أن كان فريقي يصارع لسنوات من أجل تفادي النزول وآخرها الموسم الماضي. هل كان مسؤولو وأحباء نادي الجيل السعودي يتوقعون هذا الانجاز؟ لم يكن أحد من المسؤولين أو الاحباء أو الاعلاميين وحتى اللاعبين يتوقعون الصعود وهؤلاء توفقت الى أن أزرع فيهم الروح الانتصارية والايمان بقدراتهم والسير في طريق الصعود وهو ما تحقق على أرض الواقع. هل اعترضت مسيرتكم بعض الصعوبات أو العراقيل في دوري الدرجة الثانية؟ لعل أكبر عائق واجهني شخصيا هي العقلية غير المحترفة وقلة انضباط لاعبين لا يشعرون بقيمة الرهانات فسعيت الى تجميع الزاد البشري وغرس عقلية احترافية جديدة بينما في المقابل كانت بقية الاندية المؤهلة للصعود قد قطعت أشواطا هامة في التحضيرات وأقامت العديد من المعسكرات واللقاءات الودية وأذكر منها نوادي العروبة والنهضة والجبلين والنجمة والتي تملك إمكانيات مادية طيبة. على ذكر صعودكم صحبة فريق النجمة بإطار فني تونسي فهل قدم هؤلاء النتائج المرجوة منهم؟ بداية أذكر المدرب فتحي جبال مدرب نادي الفتح المنتمي للوطني الممتاز الذي حقق نتائج باهرة أمام أعرق الاندية المعروفة كالهلال والاتحاد والاهلي وكان بصحبته إطار فني تونسي كفء متركب من يسري بن كحلة والمعد البدني ناجح الصغير واللاعب رمزي بن يونس. ونجد الهادي والي الذي صعد بنادي الفيصلي الى الوطني الممتاز للمحترفين وجميل قاسم الذي كاد يحقق الصعود ومدد عقده مع نادي الانصار ومراد العقبي مع نادي نجران ونجد أيضا حمادي الدو الذي صعد بنادي الضمك الى الدرجة الاولى وكان صعد سابقا بنادي الرائد من الثانية الى الاولى الى الوطني الممتاز على التوالي. لسائل أن يسأل لماذا لا نشاهد هؤلاء المدربين يتولون نفس المهام بالاندية التونسية؟ هناك تقصير من الاعلام التونسي وخاصة المرئي والمسموع الذي يركز على فئة معينة أغلبها من قدماء اللاعبين (التحليل التلفزي، الاستضافات)... وتسليط الضوء على بعض المدربين الذين فشلوا في المملكة والذين أكن لهم كل الاحترام. هناك مشاكل عديدة تعاني منها الكرة التونسية في الفترة الاخيرة لعل أبرز مظاهرها إخفاق المنتخب وتراجع مستوى الاندية، فهل لك رأي في هذا؟ بالنسبة للمنتخب فقد أثبتت الايام أن الحملة من أجل تعيين مدرب تونسي إثر إخفاق لومار كانت في محلها وذلك من منطلق الغيرة على الكفاءات التونسية على حد السواء فما جرى بعد ذلك مع كويلهو يعتبر مهزلة وأكاد أجزم أنه لو تم الاستنجاد بإطار فني تونسي لقدمنا مستوى ونتيجة أفضل وتأهلنا الى كأس العالم قبل مباراتين من نهاية التصفيات بكل أريحية. ولكن تم في الاخير الالتجاء الى إطار فني تونسي بقيادة المدرب فوزي البنزرتي؟ أرى بأن الوقت تأخر كثيرا في الاستنجاد بإطار فني تونسي وفوزي البنزرتي كان شجاعا بقبوله المهمة في ظرف قياسي دون تحضيرات كافية ورغم ذلك فإن ما حققه يعتبر حسب رأيي إنجازا مقارنة بما فعله كويلهو بالمنتخب. لماذا لا نشاهدكم تدربون في الرابطة المحترفة الاولى بتونس؟ أجيبك بالمثل القائل: «لا نبيّ في قومه» وأعطيك كمثال على ذلك غازي الغرايري الذي تألق في النادي الصفاقسي وتحصل على لقبين (موسم واحد) وفي الاخير وقع الاستغناء عن خدماته والالتجاء لمجموعة من المدربين (آيت جودي لوكا...) وهذا أمر مؤسف لفريق في حجم النادي الصفاقسي والويل لمن يتجرأ على تدريب أحد أندية صفاقس من مدربي الجهة وتجربتي مع نادي محيط قرقنة أفضل دليل على ذلك... وحتى نلتقي؟ أرجو من المكتب الجامعي الجديد برئاسة السيد علي الحفصي المعروف بإلمامه بواقع الكرة التونسية وخبرته الواسعة ومن خلال ما تابعناه مباشرة بعد فوزه الباهر في انتخابات الجامعة أن ينصف المدرب فوزي البنزرتي وهو رسالة مضمونة الوصول على كفاءة وجدارة المدرب التونسي بما يعود بالفائدة على المنتخب والكرة التونسية وكمثال على نجاح هذا التوجه شحاتة بمصر وسعدان بالجزائر... وأستغل هذه الفرصة لتوجيه الشكر الجزيل لجريدة «الشروق» لدعمها وتعريفها بالاطارات التونسية التي ستحمل المشعل في المستقبل.