ماذا تفعل كوريا الشمالية؟ قد نقول في إجابة أولية إن هذا البلد يدافع عن نفسه مع أن الانغلاق لم يكن أبدا وسيلة دفاعية... ولكن اذا نظرنا الى المسألة من داخل كوريا الجنوبية واليابان وجدنا أشكالا أخرى لهذا السؤال وسلسلة من الأجوبة... والظاهر بوضوح أن كوريا الشمالية لا تواجه الولاياتالمتحدة بل تقدم لها خدمات جليلة ومبررات معقولة ومقبولة لبقاء القوات الامريكية في المنطقة... بل إن الازمة الحالية بين سيول وبيونغ يانغ (أزمة السفينة) تزامنت مع احتداد الجدل السياسي الانتخابي حول دور القوات والقواعد الامريكية في كل من كوريا الجنوبية واليابان... وبعد أكثر من خمسة عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية تجد قطاعات واسعة في الطبقة السياسية الكورية الجنوبية واليابانية صعوبات متزايدة في الدفاع عن بقاء القوات والقواعد الأمريكية... وخلال السنوات الخمسين الأخيرة كان تقسيم كوريا وتداعياته الدورية المبرر المحوري للدور العسكري الأمريكي في المنطقة... لكن هذه المنطقة وهي الأهم اقتصاديا في العالم تعدّ أيضا الصين وتايوان اللتين تدخلان بالضرورة في الحسابات الاستراتيجية الدولية والاقليمية... ومع ذلك وإذا انحصرت «القضية» في الملف النووي الكوري الشمالي بات من الواضح أن المنطقة بحاجة أكيدة للحوار بينما يحتاج الدور الأمريكي السياسي والعسكري لتوترات وتهديدات وهو ما توفره كوريا الشمالية... لكن بيونغ يانغ تلعب لعبتها أيضا... وما ينطبق على جنوب شرق آسيا «ينسجم» مع منطق الاحداث... في مناطق أخرى...